عمر اوشن كود ////
أنا إبن الهجرة و أعرف أسرارها الكافرة بالله.
ربما رأيت النور في الطريق من تمسمان إلى طنجة حينما هاجر الآباء على البغال و مراكب تقليدية تصلح ديكوا في الأفلام التاريخية.
الهجرة ليست مجرد أرقام نستعرضها ..
و لا هي أيضا جمعيات في الدياسبورا تبحث عن دعم الدولة لسلالتها الموزعة عبر العالم.
الهجرة أكبر من تقرير..
لكن الهجرة التي صارت حلم شباب المغرب ليست حلا و بديلا..
الحل هنا أمام هؤلاء الفاسدين..
المغرب لنا لا لغيرنا شعار يحمل كل الحماس و الوطنية لكنه وضع تحت وصاية سياسية لفئة استفادت من المغرب.. و حتى حينما هاجرت الى أوروبا كان ذلك للدراسة و الحصول على الشواهد العليا التي تخول لها التحكم في مصادر المال و القرار هنا داخل البلد..
لم تهاجر للعمل في الأرض و الطرقات و المناجم و سكك الحديد و معامل السيارات و المهن الهامشية كما فعل أبناء الفقراء..
هؤلاء عاشوا ما سماه في فترة ماضية الطاهر بنجلون في كتابه ” أقصى درجات العزلة”..
المغرب لنا لا لغيرنا شعار يصلح أن يعود اللحظة الراهنة.
لكن يعود بشكل آخر و ليس كما حصل..
يا شباب المغرب الهجرة ليست حلا..و التشمكير ليس حلا أيضا.و الحل في البحث عن الكرامة و العدالة هنا قبل أن نبحث عنها في فانكوفير او بوسطن.
هل فسد الهواء عندنا إلى هذا الحد.؟ و لماذا نوهم المغربي ان الهجرة الى أرض الله الواسعة هي ما تبقى لنا بعد ان نهب الناهبون الوطن..؟
أقولها لك أنت إبني الذي تعيش معي في البيت و عقلك وروحك في سيدني و شيكاغو.
مغاربة اليوم الشباب و الشابات لا يعرفون عبد الوهاب الدكالي و جيل جيلالة و مصطفى العلوي و إدريس البصري و عبد الرحيم بوعبيد و محمد الخامس و المهدي بنبركة و علال الفاسي و عبد الله العروي و غيرهم و غيرهم ..
لسبب لم يعد يهمهم المغرب بأحزابه القديمة و الحديثة و لا سينما المغرب و لا مسرحه و لا موسيقاه و لا تلفزيونه و لا بحره و لا جباله و صحاريه..
هم معنا هنا في انتظار أن يرحلوا يوما ما و يكتشفوا أنهم خدعوا مرتين.
كيف نعيد جلد المغاربة إلى مكانه.
كيف نعيد العقل الذي طار من شجرته ؟
العصافير تصمت لتهاجر.
عمر أوشن