الرئيسية > آراء > شاعر اسمه عبد المجيد الظلمي !
23/08/2017 22:00 آراء

شاعر اسمه عبد المجيد الظلمي !

شاعر اسمه عبد المجيد الظلمي !

حميد زيد ////

لا أتذكر هدفا واحدا سجله عبد المجيد الظلمي. وربما لم يسجل يوما. وأسأل عشاق الراحل. وأسأل الرجاويين. ولا أحد يتذكر. أنه هز يوما شباكا.

ومقابل ذلك له في رصيده مليون قنطرة وأكثر. وله ملايين المراوغات. والتمريرات الحاسمة والذكية. له الأعاجيب. له كل شيء. وله المعجزات.

لكن لا أحد يتذكر أن كرته دخلت المرمى.

لكن كيف للاعب خارق. كيف لوسط ميدان تلزق الكرة بقدمه كما لو أنه مغناطيس. كيف له أن لا يسجل.

لست خبيرا. ولا مختصا. لكني أتحدث بذوقي. وأفسر ذلك بروح الرجاء التي لم تعد تسكن هذا النادي الآن.

فقد كان الظلمي شاعرا. وكان مايسترو فريق كرة مكون من الشعراء. وكان “مجانيا” بالتعريف الشعري لهذه الكلمة.

ولا هدف للمجانية. ولا غاية لها. ولا نتيجة تسعى إليها. إلا المتعة. إلا الذهاب إلى أقصى الخيال. إلا الكرة من أجل الكرة. إلا الشعر.

ولذلك لم يسجل الظلمي. ولا أحد يتذكر. ولم تفز الرجاء في زمنه بألقاب كثيرة. وكان الجمهور يحب تلك القصائد التي كان يكتبها. وتنهزم الرجاء.

ويخرج الجمهور من الملعب سعيدا. ومستمتعا. ومبهورا.

وقد يكون فعلها يوما. وسجل. لكن عن طريق الخطأ. وبشكل غير مقصود. وربما اعتذر عن ذلك. وربما لم يعبر عن فرحة. وربما تمنى لو لم تدخل الكرة.

ولا أحد يتذكر الظلمي سعيدا. أو محتفلا. بينما يخلق المعجزات. ولا يبالي. كأنه بريء. كأنه لم يفعل شيئا.

ولهذا نقول اليوم إنه كان خلوقا. ومتواضعا. وقليل الكلام. ولم يكن يعنيه فوز. ولا أهداف. وكان يمنحها للرجاويين بسخاء. وللمنتخب. وعلى طبق من ذهب كما يقول معلقو الكرة.

وأنا طفل تفرجت في الظلمي. وقد كان مباراة لوحده. كأنه غائب. كأنه يفكر في عالم آخر غير موجود. وفي كرة قدم لم تخترع بعد.

ومنه تعلمت أول الشعر. وعرفته. وفهمت روح الرجاء. قبل أن أعرف المجانية. ثم حاولت عبثا تقليده بعد ذلك.

ومن أين لي موهبته. ومن أين لي هذه القدرة على أن لا أسجل أي هدف. وكيف لي أن أكتب كما كان يكتب. وأن ألعب كما كان يلعب. بينما نعيش الآن في زمن الأهداف. وفي زمن الواقعية. وزمن التسديد مباشرة إلى المرمى. وعقلية الفوز. التي قتلت الخيال. ودجنت المعجزات.

فمن يصدق. من يصدق. أن لاعبا كبيرا. ومن حجم الظلمي. ولم تكن له أهداف في الكرة. ومن عجائبه. أننا نتخيل أهدافا له لم يسجلها. ونتذكرها. ولا ننتبه إلى أن ما يقع لنا هو بفعل سحره. وبفعل لا واقعيته. وخياله. وبفعل المتعة التي منحها لنا. وأنه سجل كل هذه الأهداف التي لم يسجلها.

موضوعات أخرى

25/04/2024 08:00

الطلب على العقارات تبدل فالمغرب. المشترين ولاو كيفضلو السكن لي كاين فالسونطر ديال المدن وإقبال متزايد على الاستوديوهات لي واصل ثمنها لمليون درهم للفوق

25/04/2024 05:00

مصر عايشين فالقرون الوسطى كثر منا.. النيابة العامة ديالهم شدات بلوكَوز مشهورة بسباب فيديوهات “خادشة للحياء”

25/04/2024 04:00

مرات نتنياهو دارت الفوتوشوب باش تبان صغيرة.. تصويرة على موقع “إكس” حولاتها مسخرة على مواقع التواصل

25/04/2024 03:00

ميريكان حكمات على مصممة أزياء مشهورة بعام ونص ديال الحبس.. كتصدر جلود ديال التماسيح واللفاعي