محمود الركيبي العيون //
علمت ” كود” من مصادر شديدة الإطلاع أن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة السيد لادسوس لم يمضي بمنطقة الكركرات الحدودية سوى ثلاثين دقيقة ، وذلك بعد معاينته على عجل للواقع الميداني العسكري بالمنطقة حيث لا يفصل بين قوات الجيش المغربي المرابطة خلف الجدار و مقاتلي جبهة البوليساريو سوى 120 مترا بعد أن تحركت القوات المسلحة الملكية من خلف الجدار قصد تأمين تعبيد المعبر الحدودي .
فيما حضرت قوات البوليساريو لمنع مواصلة الأشغال بهذا المعبر الحدودي بضوء أخضر موريتاني و بتنسيق أمني وعسكري عالى المستوى بين الجانبين.
وقد أكدت ذات المصادر أن لادسدوس الغى زيارته التي كانت مقررة لمدينة العيون مباشرة بعد رحلة الكركرات ليشد الرحال صوب العاصمة الفرنسية باريس في تغيير لافت للبرنامج الذي سبق أن أعلن عنه.
في ذات السياق تضاربت الأنباء حول الأسباب الكامنة وراء تغيير السيد لادسدوس لوجهته .
فجبهة البوليساريو لا تنظر بعين الرضى لإدراج العاصمة الباريسية ضمن أجندته خاصة في ظل المواقف المعلنة و الواضحة لفرنسا من نزاع الصحراء .
هذا في وقت تتحدث مصادر أخرى عن امكانية عقد هذا الأخير لقاءات سرية مع مسؤولين مغاربة رفيعي المستوى هناك .
يشار الى أن لادسدوس حظي بإستقبال رسمي بارد للغاية عند حلوله بالرباط في ما يشبه رسالة مبطنة لرفض المغرب الجلوس على طاولة الحوار معه لإدراكه رمزية الخطوة التي تحاول بعض الأطراف بالأمانة العامة للأمم المتحدة من خلالها تمرير بعض الحلول التي تم طبخها بكواليس هذه الأخيرة بمباركة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي شارفت ولايته على نهايتها هو مبعوثه الشخصي كريستوفر روس.
و تأتي زيارة لادسوس للمنطقة بالتزامن و تواجد جلالة الملك محمد السادس بدول إفريقيا الشرقية و الذي يرافقه فيها كل من وزير الخارجية و التعاون نور الدين مزوار و الوزير المنتدب بالخارجية بوريطة وقد مقررا أن يجتمع لادسوس بالوزير المنتدبة أمباركة بوعيدة غير أن قرار الأمانة العامة للحكومة اقالة بعض الوزراء لوجودهم في حالات تنافي و عضويتهم بمجلس النواب جعل امباركة بوعيدا تفقد الصفة الوزارية لعقد الإجتماع.
كما تجدر الإشارة الى أن المقترح الأمريكي القاضي بإيفاد لجنة تقصي الحقائق للصحراء و مخيمات تندوف مكونة من سفراء الدول أعضاء المجلس قد حظي بموافقة أعضاء مجلس الأمن الدولي و من المرتقب أن تحل اللجنة المذكورة بالمنطقة قبل متم السنة الحالية بالرغم من حديث عن وجود رفض ضمني فرنسي و بالرغم من تباين وجهات نظر الأعضاء حول بعض الأمور التقنية ترتبط باللجنة من حيث هيكلتها ولمن ستؤول رئاستها.
و لا تخفي بعض المصادر المخاوف التي تحيط المقترح الأمريكي الملغوم حيث أن من شآن مخرجات التقرير الذي سترفعه اللجنة السالفة الذكر أن يكون توطئة او مدخلا لإعادة النظر في ولاية مجلس الأمن الدولي لنزاع الصحراء وكذا الإطار القانوني الذي يجري من خلاله تدبير النزاع من بنود ميثاق الأمم المتحدة.
