عمر أوشن- كود///

صلاة الجمعة عن حوادث السير..
هو درس في المواطنة أكيد، لكن المواطنة لا تأت فقط من خطبة الجمعة.

المواطنة ثقافة وروح وكيمياء تسري في العقل والسلوك.

درس المعلم أو درس الفقيه فوق المنبر سيكون له أثره في تلك اللحظة ثم ينتهي بمجرد ما يخرج المصلون فرادى وجماعات يهرولون الى الكسكس واللبن والتبركيك على الجيران وهيا الى النفاق والكذب والتملق والفساد وقلة الحياء..
الصلاة التي لا تنهى عن الفحشاء والمنكر لست صلاة. هي مجرد ديكور اجتماعي..

حوادث السير تتكاثر وستزيد ولو صرفت عليها الدولة أعظم الميزانيات..
ليست خبيرا في السير على الطرق والحوادث لكن أشعر أن حرب الطرق أسبابها واضحة وليصحح لي الصديق خبير الاعلام أحمد العاقد المسؤول في اللجنة.

الأسباب مختلفة ومن ضمنها: تكاثر البشر فوق الارض والازدحام ومستوى التعليم والثقافة والتربية والاحساس أنك تشترك مع الآخرين في فضاء مشترك.
من الأسباب أيضا حالات الطرق والبنى التحتية والكحول والمخدرات والأزمات النفسية والأمراض وساعات العمل وعامل السن لدى الشباب الذين تحركهم غرائز انتحارية في السياقة.. ثم أيضا مشكلة “تاحلوفيت” لدى فئات عريضة من الناس الذين يمشون في الشارع العام مثل بقر مجنون..

الفقيه اليوم تحدث للمؤمنين على مخاطر الطريق وكيف يمكن أن نفسر قانون السير من خلال الشريعة وصحيح البخاري.
كان الفقيه يحث الناس على أحترام قوانين السير وكانوا يتثائبون ويغطون في كسل أو يحلمون ويفكرون في الكسكس الذي ينتظرهم..
يطأطؤون رؤوسهم وتصلك حشرجاتهم.. ينتهدون.. يذبلون ويسدلون العيون في ما يشبه خشوعا مزيفا.. يتململون.. يحصرون الهواء الذي يريد أن يخرج من مناطق في جسدهم..
لماذا هذه العداوة التاريخية بين الهواء والصلاة؟

من لغا فلا جمعة له..
أنصتوا رحمكم الله.. الأمام سيعلمكم كيف تقطعون الطريق بعد أن درسكم نفس الدرس حسن الفذ مقابل 400 منيول قالوا عنها في الصحافة أنها خرجت من البلد إلى كندا..
الحلوف أو الحلوفة التي تقطع مفترق طرق واضعة هاتفا في حجم طبسيل كبير على أذنها مقبوض بخرقة ملفوفة على الرأس.
هذا الصنف لا ينفع معه إمام مسجد ولا وزارة الأوقاف ولا لجنة وطنية للوقاية من حوادث السير ولا وصلات التحسيس على التلفزيون والراديو ولا حسن الفذ.

قياس تقدم الشعوب والدول و قياس تخلفها وتقهقرها فيه أصناف ومعايير.
الدخل الفردي والحد الأدنى للأجور وحالة الصحة والتعليم والشغل والقضاء والرشوة والمشاركة السياسية..
لكن يبدو لي أن حوادث السير يمكن أن تضاف كمؤشر كبير عن التقدم والتخلف ولن يختلف معي في هذه أستاذنا إدريس بنعلي..
قل لي كيف تسوق.. كيف هي حالة الطرق عندكم.. أقول لك في أي بلد أنت..
السياقة في موريتانيا ومصر ليست هي السياقة في إقليم بافاريا والدانمارك..
لن يغير فقيه الجمعة شيئا في حصيلة حوادث السير لأنه ببساطة منذ 14 قرنا وهو يخطب ويقول نفس الكلام عن مصائب أخرى ولا شيء تغير.. ولا شيء تبدل..

الفساد هو الفساد..
القتل هو القتل..
الظلم هو الظلم.. الجريمة هي الجريمة. الفقر هو هو.. كااافر دائما..
المنجل هو المنجل.. نفسه ولا شيء يتغير غير القبضة، كما قال حكيم الريف عبد النبي إبان الاستقلال..

لنتشاءم قليلا حتى نجد معالم الطريق.
من قال إن التشاؤم طاقة سلبية؟