أعدها ل”كود” الاستاذ الباحث عبد اللطيفً اگنوش ////

في أواخر القرن 16، سجلماسة فقدات المكانة المتميزة ديالها كمرسى صحراوي هام للتجارة بسبب غزو بلاد السودان من طرف السعديين، وبسبب وباء الطاعون والمجاعة للي ضربات المنطقة بين عام 1598 ميلادية و1604 ميلادية…وبحال جارتها سوس، قامت تافيلالت بثورة مسلحة ضد السلطة المركزية السعدية في مراكش في جوج ديال المناسبات أساسية: بمناسبة ثورة الفقيه الصوفي سيدي أحمد بلعباس أبو محلي في عام 1611، وبمناسبة ثورة العلويين من بعدو للي غادي تفتح تاريخ جديد للمغرب وللمغاربة باش يدخل لتجربة بناء “الدولة القومية” للي باقي حتى لليوم ماوصلاتش لنهايتها !!

أبو العباس أحمد بن أبي محلي من مواليد سجلماسة في عام 1560 حسب ماجا في الكتب ديالو هو نفسو…من عائلة أمازيغية زناتية معروفة بممارسة القضاء للي كان عندهوم إرث كايتوارثوه الأبناء على الآباء والأجداد، ومللي كان كايقْرا في القرويين في فاس كان معروف أنه كان شغوف بالعلوم الشرعية، وكان كايتجنب الصوفية ورجالاتها…الراجل كان مثقف كبير، وكتب العديد من المؤلفات للي باقيا لحد الآن…السيرة الذاتية ديالو كتبها بنفسو في كتاب سمييتو “الإصليت الخريت في قطع بلعوم العفريت النفريت” للي موجود في الخزانة الملكية، وللي استعملوه جميع الناس للي درسو المسار الثقافي والسياسي ديالو…
أبو محلي نْتَاقَلْ من العلوم الشرعية للتصوف تقريبا بالصدفة وبالرغم منو…حوالي عام 1578 مللي وصل أحمد المنصور وخوه مولاي عبد الملك للمغرب من تركيا، وبداو كايجَمْعُو الجيش ديالهوم ويسْتَقْطْبُو جميع الشباب من جميع نواحي المغرب، باش يِوَجْجْدُو ريوسهوم للحرب معا ولد خوهوم محمد المتوكل للي هْرَبْ عند السبليون والبرتغال، أبو محلي خاف على راسو، وهرب من فاس للعروبية باش مايدخلش للجندية… في العروبية تْعَرًرًفْ على واحد الصوفي مشهور للي هو الشيخ محمد بن مبارك الزعري، واصبح المريد ديالو لمدة 18 سنة…

مللي “عرف وروى” وتْعَلًلًمْ قواعد وجزئيات التصوف، الشيخ ديالو نَصْحُو أنه يرجع عند الأهل ديالو في سجلماسة ويدير ليه زاوية خاصة بيه…مللي استاقر في بلادو، مشى للحج جوج ديال المرات، وكانت هاذي فرصة ربما عَلْلْمَاتو بزاف ديال الأمور، وخاصة التأمل في في تجارب ناس عَصْرُو للي “ثارو” على السلاطين دياولهوم خاصة في ليبيا الحالية…
في عام 1600 استاقر نهائيا بسجلماسة، وشرع في كتابة مجموعة ديال المؤلفات للي تناولات كل الأصناف الأدبية فيها ماتعلق بالأنساب، وفيها ماتعلق بالجدل والسجال مع معاصريه، وفيها مايتصل بالشعر، وفيها كتب في المذاهب، وأخرى تتحدث عن نهاية العالم…أما جوج ديال الكتوبة اللًخْرانِيِين ديالو، فَكْتَبْهوم قبل مايقوم بالثورة المسلحة ديالو ضد مولاي زيدان السعدي، وهوما “تهييج الأسود في تهريج القردة والفهود” للي كاينادي فيه بالثورة والخروج على السلطان، ثم “سلسبيل الحقيقة والحق في سبيل الشريعة للخلق” وللي كايعطينا فيه التصور ديالو السياسي والإديولوجي، وهو للي كايْهَمْمْنا بزاف، وهو للي غادي ناخذ منو الأفكار الرئيسية حول الحكم، وشروط التعامل معا السلطة، وإيمتى يلزم الخروج والثورة عليها، وإقامة حكم سياسي بديل…

أبو محلي كاينطالق من التقاطب الموجود بين الحقيقة من جهة، وبين الدًجل، أو التحايل، أو الكذب، من جهة ثانية…ومن هاذ التقاطب كايدرس بعناية فائقة الشرعية السياسية ديال الحكم السعدي بغض النظر عن أنه “شريف” أو ماشي “شريف”، وبغض النظر عن أن السلاطين السعدين من حفدة النبي عليه السلام أو من “العوام”…وكايقول لينا بللي الطاعة والانضباط الواجبين للإمام وللحاكم ما يمكن تكون إلا مشروطة…مشروطة بمدى مطابقتها للشروط الشرعية للي متافقين عليها المسسلمين منذ حكم العباسيين، وللي المفروض تكون مجموعة في الإمام الحاكم، وتكون كاملة بلا نقصان…وعليه، كايقول سيدي أحمد بن أبي محلي، ماشي جائز وماشي معقول أن الناس تعطي السلطة لإمام غير حينت هو “شريف ولد النبي”…علاش؟ لأن السلطة لازم تكون “مستحقة”، لازم يكون الإمام يستاحق يكون إمام، لأن الاستحقاق شرط من الشروط الشرعية…وإيلى انتفى الاستحقاق، الثورة والخروج على السلطان غير المستحِق للسلطة كايصبح واجب على الأمة !!!

انطلاقا من هاذ القاعدة للي كايوضعها أبو محلي، كايقول لينا بللي السعديين فقدو استحقاق السلطة، وفقدو بالتالي مشروعيتهوم السياسية، لأن في المغرب: “اصبح كولشي مقلوب…والفوضى صبحات بلا حدود، والظُلم نشر جناحو…الأمة تفررقات على شكون يَحكَمها…كل واحد شد شي منطقة، كايدورو بيه الحمقى والمجانين والأغبياء، وكايبايعوه خوفا وماشي اقتناعا…الفساد والميوعة صبحو منتاشرين في الأمة، وعمت الظلمات…البلاد شواطئها تستعمرات، وناسها مابقى من يحميهوم… صوت الآذان سكت، وصوت الأجراس دووات، والصلبان والتماثيل والتصاور داخل الجوامع تنصبات…كل عالِم اصبح تابع مصلاحتو، وكل صالِح اصبح تابع أوهامو، وكل أمير اصبح تابع طموحاتو…” !!

كايبان أن هاذ الكلام المتشائم غارق في “التمثلات والأفكار الألفية المهدوية” للي ورثوها المسسلمين من الفكر اللاهوتي اليهودي/المسيحي…وهو الفكر للي كايتنببأ عند المسسلمين بنهاية العالم من بعد ألف عام على وفاة الرسول (ص)، وهو نفس الفكر للي شفناه عن الشيعة الفاطمية وعند ابن تومرت وعند الشيعة الإمامية…وللي كانسمميوه الفكر المهدوي !

على شاكلة هاذ التفكير وانطلاقا منو، أبو العباس بن أبي محلي كايعطينا في كتابو “السلسبيل” هاذ التحليل للي وججهو في نفس الوقت للحكام ولفقهائهم الرسميين:
1- حتى حاكم مايمكن يحكم بشرعية “ذاتية وجوهرية”، يعني مايمكنش يحكم على الأمة لمجرد أنه من هاذ السلالة أو هاذيك، مايمكنش يحكم على الأمة غير لأنه من البيت النبوي…لا…الحاكم إما أن يكون عادلا أو لا يكون…والعدل هنا كاياخذو أبو محلي في معناه الواسع والمستنبط مباشرة من “الشريعة”، وللي كايعني غياب الظلم بكل أنواعو، وكايعني الأمن والسكينة والاستقرار، وكايعني أن الجوامع باقية عامرة بذكر الله، وكايعني أن الحاكم كايدافع على الثغور وعلى البلاد وكايقوم بالجهاد ضد الغزاة…وإذا انتفى هاذ العدل، كايصبح الخروج على الحاكم والثورة عليه من الواجبات الأساسية على الأمة وفرض من الفروض الدينية…
2- بالنسبة للفقهاء الرسميين، أبو محلي كايقول ليهو، هاذيك “السلطان ظل الله في الأرض”، ماشادداش عندكوم…”الحاكم العادل هو ظل الله في الأرض”…والحام العادل هو “القائم” وهو “الثائر” على انعدام العدل وعلى الظلم بكل أنواعو…وعليه فالثائر العادل هو للي لازمو يحكم، وماشي أي سلطان !!
​
​