يعدها ل”كود” الاستاذ الباحث عبد اللطيف اگنوش ////

في الحلقة 38 شفنا تصور كيفاش المهدي بن تومرت وظظف الانتماء ديالو المزعوم للبيت النبوي…وفي هاذ الحلقة غادي نزيدو شوية للقدام، ونشوفو كيافش قددم نفس للمغاربة كنبي مرسال، بحاولو بحال نبي الإسلام سيدنا محمد عليه السلام !

كُتاب الهيسطوريوغرافية في العهد الموحدي متافقين على أن المهدي بن تومرت حرص طوال المسار السياسي ديالو أنه يحاكي الحياة ديال النبي صلى الله عليه وسلم ويقللدها في الجانب السياسي والدًعوي ديالها…بحيث مللي كانقراوهوم، كانوجدوهوم كايديرو جهدهوم، وبكثير من التصنع في السرد، باش يعطيونا بعناية فائقة تجليات متعددة لمحاكاة وتقليد ابن تومرت لحياة الرسول الأكرم، ورمزية ممارسته السياسية منذ البعثة إلى وفاته عليه السلام…

التجليات الواضحة لهاذ إعادة إنتاج الرمزية النبوية، كانوجدوها على مستوى التشريفات الحربية للي كان معمول بيها في عهد النبي (ص)، بحيث أن ابن تومرت خاذ اللون الأبيض للراية ديال الجيش الموحدي…هاذ الراية البيضاء كاتحمل في الوجه اللول العبارات التالية: “الله أحد”، ثم “وما توفيقي إلا بالله”، ثم “توكلت على الله”…وكاتحمل في الوجه الثاني عبارات: “لا إلاه إلا الله”، ثم “محمد رسول الله”، ثم “المهدي خليفة الله”…

قضية ثانية في هاذ التشريفات، هو أن ابن تومرت كان كايحرص أنه يتسمى “محمد بن عبد الله” تماما كإسم الرسول الأعظم عليه السلام…وهاذ الإسم خذاه ابن تومرت ماشي غير باش يقللد النبي (ص)، ولكن كذلك باش يكون الإسم ديالو مطابق لأسطورة “المهدي المنتظر” للي كانت شايعة عند المسسلمين، وللي حتى هو سمييتو “محمد المهدي”…

ثاني تجليات هاذ المحاكاة هي إرادة المهدي في إحياء “الإسلام الحق” أو “دين التوحيد” للي، من وجهة نظرو، تخللاو عليه المرابطون بعدما بددلوه بدين التجسيم للي كايجسسم الذات الإلاهية انطلاقا من تطبيقهوم لإسلام بسيط كايعتاني غير بالفروع، وماشي بالأصول، وللي كايستعملوه في المعاملات اليومية ديالهوم…واتاهمهوم المهدي بن تومرت بأنهوم خرجو على توحيد الله عز وجل، وصبحو مشركين وكفار حسب التصور للي كان عندو على الإسلام بالطبع…تماما كيف النبي صلى الله عليه وسلم للي أحيى من جديد “دين إبراهيم الخليل” للي حتى هو “دين التوحيد”، وآمر نبذ الأصنام وبالابتعاد عن الشرك بالله وعن الكفر…

ثالث تجليات هاذ المحاكاة، كنوجدوها في إرادة المهدي أنو يخلق “أمة” متمييزة على القبايل المصمودية ديال الأطلس الكبير، وللي سمماها “أمة الموحدين”، تماما كيف مادار النبي عليه السلام مللي خلق “أمة المؤمنين” في “المدينة” متمييزة على القبايل للي كانت موجودة في الجزيرة العربية في القرن السابع الميلادي (أنظر كتابي حول “قصة السياسة عند الرسول صلى الله عليه وسلم خلفائه”، منشورات عبد الصمد محيي الدين، 2017)…

“أمة الموحدين” هاذي، هي مجموعة بشرية جديدة كاتختالف على القبايل للي كاتتكوون منها بالنظر إلى أنها آمنات بتعاليم المهدي كدين جديد، مختالف عقديا وسياسيا واجتماعيا على الإسلام السني المالكي ديال المرابطين، وللي بداو كايشوفوه كدين ديال “جاهلية” كانو كايعيشو فيها…”جاهلية” لأن التعاليم الجديدة ديال المهدي كاتنعتو بالجاهلية وبالعودة إلى الكُفر… لدرجة أن قبول تعاليم المهدي اٌصبح كيتسمى: “الدخول في التوحيد”، تماما كيف ماكان كايتقال في عهد النبي (ص) “الدخول في الإسلام”…زيد على هاذ الشي كوللو، أن التعاليم “التوحيدية” ديال المهدي بن تومرت، كانت غالبا ماكاتتكتب باللغة الأمازيغية تَشَبُهاً ومُحَاكاةً وتقليدا للرسول الأكرم (ص)، للي حتى هو جاب للناس ديالو في جزيرة العرب وللمجتمع العربي قرآن مكتوب بلغتهم العربية !!

ودائما في إطار هاذ المُحَاكاة والتقليد للرسول (ص)، كانوجدو أن محمد المهدي بن تومرت، مللي خرج من مراكش لمدينة “تينمل” تحت ضغط السلطات المرابطية، سممى هاذ الخروج ديالو “الهجرة إلى تينمل”، بحال “الهجرة إلى يثرب” ! وولاو الموحدين كايتكللمو على هُرُوبو من مراكش “هجرة المهدي لتينمل” ! تماما بحال الهجرة ديال سيدنا محمد عليه السلام للمدينة في عام 622 ميلادية…

وفي نفس السياق، المهدي بن تومرت طلق إسم “المهاجرين” و”الصحابة السابقين” على صحابو والأتباع اللولين للي آمنو بالدعوة ديالو وتبعوه لمدينة “تينمل”، وكوون منهوم “مجلس الشورى” ديالو في إطار الدولة الموحدية الناشئة…كما قام بتغيير العديد من أسماء “الصحابة” ديالو للي كانت عندهوم أسماء أمازيغية، بحال “فاسكا هينتي” للي سمماه “أبو حفص عمر الهنتاتي” زعيم قبيلة “هنتاتة”، تَشَبُها بالصحابي وخليفة الرسول الثاني عمر بن الخطاب…وفي عام 1112 ميلادية، مللي علن على أنه “المهدي المنتظر”، فرض على الأتباع ديالو باش يبايعوه “كمهدي منظر” تحت شجرة الخرروب، وتكون هاذ البيعة، بيعة على الطاعة تَشَبُها “ببيعة الشجرة” للي بايعو فيها المسسلمين سيدنا محمد عليه السلام يوم “صلح الحديبية”…

الانتساب للسلالة النبوية والتَشَبُه بالسيرة السياسية للنبي (ص) ماكانتش العناصر الوحيدة للي استعملها المهدي بن تومرت في البحث ديالو على الشرعية السياسية للسلطة وللدولة ديالو، بل مشى بعيد، وحاول يبان للناس على أنو صاحب خوارق ومعجزات…

جميع المؤلفين ديال الهيسطوريوغرافية للي كتبو على الموحدين، وخاصة هاذوك للي عاشو معاهوم، كايأككدو على أن المهدي بن تومرت كان فصيح اللسان باللغتين الأمازيغية والعربية، وكان مقنع بزااف في كلامو…وحتى التآليف للي كتبها، حاول أنه يكتبها بلغة عالية بالنسبة للمعاصرين ديالو… والهدف من هاذ الفصاحة والبلاغة، هو أنه كان كايقللد سيدنا محمد عليه السلام باش يثبت “المهدوية” ديالو للناس للي أسسها من وجهة نظره على الإتيان بمعجزة كاتضاهي معجزة القرآن الكريم !!!

هاذ المُحاكاة للنبي الأكرم (ص) مشات بعيد لدرجة أنه ادعى الإتيان بالخوارق والمعجزات للي كاتذككر بخوارق الرسول بحال الماء للي خرج من الصباع ديالو، أو الإسراء والمعراج وغيرو…

فالمؤرخ ديال الموحدين ابن القطان صاحب كتاب “نظم الجمان” كايجيب لينا شلا خبارات للي داخلة في هاذ الإستراتيجية ديال المهدي بن تومرت ديال ادعاء المعجزات…ومن بين هاذ الخبارات، كايحكي أن “المهدي” كان كايقددم للناس صاحبو أبو محمد البشير، على أنه إنسان معتوه وماعندوش العقل وغير بوهالي…وفي الوقت للي بغا يبيين للأتباع ديالو من الموحدين المعجزة للي عطاه الله سبحانه وتعالى، اٌعطى الأمر للبشير أمام الناس باش يقرا القرآن الكريم ! وأمام ذهول الجميع، أبو محمد البشير مابقاش تمتام وبوهالي ومعتوه، وبدا كايقرا القرآن بسهولة مذهلة…

وهنا اغتانم المهدي بن تومرت الفرصة، وخطب عليهوم خطبة مشهورة، وللي قال ليهوم فيها بأن الله سبحانه وتعالى، ماشي غير رججع لمحمد البشير عقلو، ولكن اٌعطاه كذلك القدرة على قراءة نوايا عباد الله ومعرفة الأمور للي مخببية في صدورهوم! ومن بعد ثلاثة السنوات على هاذ الحادثة، ناض المهدي واُعطى الأمر للبشير باش يقوم بعملية “التمييز” للي استهدفات المعارضين لسياستو وسمماهوم المنافقين، بحيث البشير استدعى الجميع وبدا كايتخيير منهوم المعارضين بحجة أنه كايقرا النوايا ديالهوم، واٌتاهمهوم بأنهوم منافقين يجوز قتلهم، وصفى منهوم خلق كثير كيف ماسبقات الإشارة إلى ذلك !!

كولها هاذ الأمور للي وظظفها المهدي بن تومرت باش يشرعن السلطة السياسية ديالو، غاديا تكون هي الأساس الإديولوجي ديال الدولة الموحدية للي صبحات كاتتسمى “الخلافة الموحدية” من بعد الاستيلاء ديالو على مراكش!

وهاذ التأثير ديال المهدوية على الخلافة الموحدية هو للي غادي يعطيها الخصوصية السياسية والقانونية والإديولوجية ديالها مقارنة مع الأنظمة السابقة للي اعتامدات الخلافة كشكل من أشكال الحكم والتحكم في المسسلمين منذ خلافة أبي بكر، مرورا بالخلافة الأموية، والعباسية والأموية الأندلسية والفاطمية وحتى العثمانية التركية !!