يرويها ل”كود” عبد اللطيف اگنوش استاذ //////

في الحلقة 31 حاولت نعطي نظرة عامة على إيديولوجية التوحيد للي جابها ابن تومرت كدعامة أساسية للدعوة الدينية ديالو…وفي هاذ الحلقة غادي نحاول نلقي نظرة على الجانب المتعلق بإصلاح الأخلاق العامة في المشروع الديني والسياسي الشامل للي اقتارحو على المغاربة…

هاذ الموضوع ديال إصلاح الأخلاق العامة، ابن تومرت كايربطو بما يسمى عند المسسلمين “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”، وللي هو موضوع متفق عليه عند العديد من الفقهاء والمتكلمين والفلاسفة العرب والمسلمين…للي ماشي متفق عليه بيناتهوم هو الكيفية للي كايتقام به، وشكون عندو أحقية وواجب القيام به، واش الفرد؟ واش الأفراد جماعة؟ واش ولاة الأمور؟ آشنو هي الحدود ديال القيام بيه؟ وأسئلة عديدة بحال هاذ الشكل…

محمد بن تومرت خذا هاذ الموضوع بالأساس من عند المتشددين فيه للي هوما المعتزلة وأبي حامد الغزالي…وخذاه بغرض الفعل السياسي، وماشي غيرو…كانقول متشددين، لأن هاذ الناس كايشوفو أنه من المبادئ الأساسية للإيمان بالله، وأن أي واحد كاينكر هاذ المبدأ، فهو من عداد الكفار للي لابد للمؤمن أنه يوقف ضدو ويحاربو !!

هاذ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بالنسبة لمحمد بن تومرت، لازم يطببقو المؤمن ويقوم بيه في جميع مناحي الحياة العامة، لدرجة أنه كايقول: “المؤمن الحقيقي للي كايعتاقد بللي الجار ديالو عندو في دارو أدوات موسيقية، أو عندو المشروبات الكحولية أو أشياء بحال هاذ الشي، لازمو يدخل للدار، ويهررس هاذ الأدوات الموسيقية وهاذ القراعي ديال الشراب !! وأي واحد عندو القدرة باش يقَوًوم هاذ الاعوجاجات، وماكايدير والو، فهو مذنب أمام الله عز وجل !! لأن القيام بهاذ الواجب هو أعلى من الجهاد بالسلاح نفسو !!” (أنظر مقدمة كًولدزيهير لكتاب ابن تومرت “أعز ما يطلب”، الجزائر 1902)…
التاريخ الرسمي الموحدي كايأكد على أن محمد بن تومرت، بمجرد أنه غادر المشرق وهو راجع لبلادو، توققف في “المهدية” في تونس عام 1118 ميلادية، وبدا الدعوة ديالو للتوحيد في وسط القبايل، وفي نفس الوقت بَيًين لعباد الله على أنه ماكايتساهلش في وظيفة إصلاح الأخلاق العامة انطلاقا من مبدأ “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” في الساحات العمومية وبين الناس في الطرقان…ولكن كايبان بللي الناس ديال المدينة ماحملوه ماقبلوه، وجرراو عليه…
وفي “بجاية”، كاتضيف المصادر الهيسطوريوغرافية الرسمية، دار حملة ضد اللباس ديال عباد الله، وضد البرامل ديال الشراب…الشي للي جعل الدوكيرات ديال المرسى والرعاع من الناس، انهوم يخليو دار بوه، ومللي ناض الصداع، اضطر الوالي ديال المدينة أنه يجري عليه…
مللي وصل لمدينة “مليلية”، كممل على الدعوة ديالو وسط المغاربة…وهنا فاين غادي يتعررف على جوج دالناس للي ماغادينش يتفرقو عليه حتى مات…هاذ الجوج هوما “عبد المومن بن علي الكًومي”، ومؤرخ الموحدين “بوبكر الصنهاجي البيدق”…
من بعد مليلية، هبط لمدينة وجدة، ومنها لكًرسيف، ثم بدا كايكوون الأتباع ديالو، وكايخلليهوم ينوبو عليه في القيام بالدعوة في أي مدينة دخل ليها…في مدينة فاس، محمد بن تومرت كممل على شغلو في الدعوة لإصلاح الأخلاق العامة والأمر بالمعروف، وروون أسواق المدينة وقلبها سفاها على علاها…وبالرغم من أن بزاف ديال “القاريين شويا” تضامنو معاه، العامل ديال المدينة اضطر أنه يجرري عليه بدورو…
ولكن الوصول ديالو لمدينة مراكش كانت مرحلة فاصلة في حياة الدولة الصنهاجية المرابطية…دخل لواحد المسجد وبدا كايدير الدعوة ديالو للتوحيد ولإصلاح مظاهر الحياة العامة تحت ذريعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر…وهاجم الجميع، هاجم سكان المدينة، واعتارض حتى موكب الأخت ديال السلطان المرابطي في الزنقة، وبدا كايوببخ فيها على عدم ارتداء اللثام، وبلا مايراعي للعادات ديال الأمازيغ صنهاجة للي كانو كايمنعو اللثام على المرا، وماكايمنعهوش على الرجال !!!
هاذ الفعل للي صدر من محمد بن تومرت كان السبب المباشر في إقامة مناظرة فقهية بينو وبين فقهاء السلطان المالكيين…مناظرة للي خرج منها “منتاصر” نظرا لضعف تكوينهوم ولجهلهوم بأصول الدين…ولكن الانتصار ديالو ماشفعش ليه عند السلطان للي اعطى الأمر للسلطة باش تخررجو من المدينة…ومن تما طلع للجبل في الأطلس عند اهلو وبدا الدعوة ديالو عندهوم، وبالتالي بدا يوججد “الدولة المضادة” ديالو على قاعدة بشرية سمماها “أمة الموحدين” بإدارتها، بجيشها وبسلاحها…

داخل الوسط الأمازيغي المصمودي، محمد بن تومرت استاغل الدعوة ديالو لإصلاح الأخلاق العامة حتى في تنظيم “الأمة الموحدية” للي بدا كايسييرها… فإلى جانب النهي عن المنكر للي كان كايدعي ليه، اصبح كايأككد بزاف على الصلاة، وخاصة صلاة الجماعة، لأنه كان واعي بللي الصلاة جماعة كاتجمع البشر باش يخطب عليه ويحممسو، وكاتزيد من تلاحم الأفراد وصَهرهوم في قالب واحد وموحد…وفي هاذ الباب، “ليفي بروفونسال” كايستشهد بهاذ المقطع من بعض الرسائل ديالو للي كايكًول فيها: ” خاصكوم تتعلمو أن الصلاة ماكاتكون صحيحة غير بقراءة الفاتحة ومعاها سورة من سور القرآن…واظبو على الصلاة، سيرو وعممرو الجوامع، دفعو ولادكوم والعبيد ديالكوم والجاريات ديالكوم يصلليو، وشججعو أي واحد عندكوم علاقة بيه باش يديرو بحالكوم !!”…

ومن أجل ترسيخ هاذ التعاليم الجديدة، كان لابد لابن تومرت مايترجمها على أرض الواقع عن طريق التشريع…لذلك كانوجدوه اعطر لإصلاح التشريع مكانة مهمة جدا في المشروع الدعوي ديالو…
وهاذا هو الموضوع للي غادي نرجع ليه في الحلقة القادمة إن شاء الله…