عمر أوشن- كود

—

من هو هذا الغبي الذي فكر في يوم عالمي للسعادة .؟

و إذا قبلنا بيوم يتيم للسعادة ماذا سنفعل في باقي الايام الطويلة المملة التافهة الغارقة في الأسى و الحزن و الفواجع؟..

في صغرنا قالوا لنا كذبة كبيرة سوريالية: إن المال لايصنع السعادة.؟ و إن الإسكافي اسعد من الغني .. الله أكبر..و ما الذي يصنع السعادة ؟..العجاج و دوليبران.؟.

السعادة مثل طيور مهاجرة تصنع أعشاشها لكن تغيب و تسافر..و لكل واحد سعادته..

هناك من يشعر بالسعادة لمجرد أنه وجد ما يأكل و سد الرمق..

السعادة هي الحصول على عمل بعد بطالة قاتلة فتاكة .

السعادة هي العثور على زوج مثل أرنب مروض يدخل البيت مع صلاة العصر و لا يخرج.

السعادة هي أن أركب التاكسي في الصباح و لا أسمع الراديو و لا ضحكات مقرفة لمنشط و أنا المستيقظ “خاسرا” بما تحمله الكلمة من معان..

السعادة السعادة هي كأس قهوة و بيرة في كاب سبارتيل..صداقة قط أزعر.جولة في سوق جبلي في الكيلوميتر زيرو ناحية مكناس..قراءة رواية م تحصل على جوائز.

السعادة هي مشاهدة فيلم قصير..

السعادة هي منظر ديك أنيق جميل زاهي الألوان يمارس التعدد بحب متساو بين جميع الدجاجات.

السعادة هي أن أعود إلى طنجة و أجد أن بناء ناطحات السحاب الخبيثة قد توقف.

السعادة هي أن انسى مرحلة دراستي التي لم تحمل لي أي فرح..

السعادة هي أن أسأل أبني الصغير عن أمور لا أفهمها ..أن أسافر معه و لا نتحدث خلال الطريق الطويلة لان لغة الكلام تعطلت بالحب.

السعادة هي تحية مودة يتركها لك صديق على الميسانجير..هي نهاية العشر الاواخر بدون سلفات.

السعادة هي أن أصلي الجمعة جماعة و الامام يخطب و يدعو الفتنة و الشتات في اليهود و النصارى و أنا أقول وراءه: آآآمين.ثم أهرول الى الكسكس و اللبن..

السعادة هي أن أذهب الى الحمام و اضع الصابون البلدي على جسدي بينما يقف قبالتي شخص مترهل غليظ يحلق عانته .

السعادة هي أن لا أقرا في الصحافة هستيريات أفتاتي..

السعادة لبائع خضر دكالي في حي “ج 5 ” هي تدخين سباسة من الكيف بعد يوم متعب..

أن لا أسوق في طرق ملآى بالحمقى و العدوانيين هي السعادة .و الشقاء بعينه هو ركوب قطار يعج بالبشر و توجع رأسك ثرثرات مكتئبة لا تنتهي..

السعادة هي القيام بالحج و العمرة و يكتشف الزائر أن وكالة الاسفار قد قولبته و نصبت عليه فتأتي دوزيم كما العادة لتنقل الحادث للمشاهدين الكرام حتى لا يسقطوا مرة أخرى ضحية .

السعادة. ما السعادة.؟ من تحدث عن السعادة.؟

سيوران كتب طيلة حياته عن الشقاء و القلق لكنه لم ينتحر كما انتحر من أدعوا السعادة..

ثلاث أمور تصنع سعادة المرأة: الحب و الحبة و حبوب منع الحمل..هكذا كتبت صديقتي على الفايس غزلان بنعمر..و أنا أتفق أن الحبة تصنعها لدى الرجل و المرأة و الكائنات الفضائية أيضا.

السعادة هي أن أتخلص من عمودي في “كود” كأني أرمي بحطب في طاحونة محرقة أو مدفئة.

بعدها أشرب في المساء نبيذي مع محمد عريويس و رشيد برومي و أهل السنة و الجماعة.