الرئيسية > ميديا وثقافة > الرحيل ـ دمعة مسافرة ـ الحلقة السادسة عشر
02/05/2016 01:01 ميديا وثقافة

الرحيل ـ دمعة مسافرة ـ الحلقة السادسة عشر

الرحيل ـ دمعة مسافرة ـ الحلقة السادسة عشر

د- مراد علمي

راحنا اليوم فى حالة يُـرتى لها، هويتنا هشيشة أو إتيمة، أو الرطانة لينا بالمرصاد. قولت مع راسي إلا تعلـّمت اللغات الأجنبية من المحتمل نتخلـّص من الغوربة اللي كانحسّ بيها ولوْ ما عمـّرني خـْويت البلاد. قــْضي على السمّ بالسمّ المـُضاد، إيـّه! شوف ليك مع الترجمة، أو العرب القدام كانوا عباقرة فى هاد الميدان، عْـمل بحال إبن سناء، الكندي ولا ّ إبن روشد. كتبت ألـْـتلاتة ديال الجامعات فى ألمانيا، كولـّهم ردّوا عليّ فى الحين. كان خطاب واضح، لـْطيف، بدون أيّ نفعال أوْ زخرفة. طلبوا مني نـْجي فى أقرب وقت ممكن باش ندوّز ليمتحان أو إشوفوا واش يمكن ليّ نتبـّع الدروس فى العام اللول أوْ لا. عجبني إسم “گــرْمـَرسـْهايم”. علاش؟ الله العالم. بالطبع أوّلت هاد التسمية باش نتقبـّل المدينة أو ما نتلفش: خلــّيني نعتارف، نـگـرّ بالجديد أو القديم فى مرسى البدخ أو الرفاهية أو أنا هايم، لالــْمان آ بابا، لالـيمان كاتعيـيطـّ.

غير أوصلت ألـْـفراكنفورت هزمني مخروط الضوء. الإنارة اللي كونت كانعرف فى المغرب كانت كاتشبه فتيلة إتيمة، حزينة. قولت مع راسي، إولا ّهي عاجبهم راسهم لالـْمان، بغاوْا إنافسوا حتى الله، آه شحال مغرورين! ما كرهوش إجبـّدوا النهار، إضوّيوْا بيه الليل. هادوا هوما الأقزام المجتهدة اللي قريت فى الحكايات الخالدة ديال الإخوان “گــريم”. الحركة هي نبضة ْ قلبهم، اللي رْتاح كـْـلاه الصدى، ما كاينتضروا غير نصّ كلمة منك باش إطيروا بتحمّس، لدّة أو شدّة على  المهمة الجديدة اللي كلفتيهم بيها. طلبتي منهم لـَـقليل، جازوك بلكتير، إيلا عـْـتبرنا حنا الخدمة أو تـَمارة حمـَـل تقيل أو معصية، كاتـّمتع هنا بسمعة طيبة. أو جعلوا منــّها دين جديد، أو شحال من واحد كايعتبرها من أكبر المشاهر أو النجوم فى البلاد. ما تلقى حتى شي ألماني اللي ما إقولش ليك أنه معجب بخدمتو، بكترة الشوق أو الفرحة اللي كايستمدّها منــّها، حتى ما كايبغيش إجيه النعاس. لا بدّا إتــّحايل عليه، إغفلو بواحد الكينة أوْ جوج باش إلطـّف حماسو أو تدّيه عينيه. لالماني ما عمـّرو يحقر الخدمة، كايعتبرها فضيلة أو واجب أخلاقي فى صالح المجتمع. بلا خدمة ما كايشعر بحتى شي متعة فى الحياة أوْ نوع من الوجود. فى المغرب إيلا خدمتي بنيــيـّـتك، حسدوك، قالوا آه، بغى يطلع! أو ما تستغربش إيلا ضحكوا عليك أو قالوا هبيل، عبد، هيضورة، ما عندو لا شخصية ولا هيبة. صاحب الشــّان أو المرشان الناس اللي كايخدموا ليه، هـو مول لـَـعبيد، ماشي هو اللي كايخدم ليهم، عقلية السيـّد أو العبد باقية طاغية علينا. أو ما كاينش اللي ما كايتخبـّعش من مورى الرّاتب الشهري أو كايدّاعي بكل فـتـِخار أنه كايخدم على قد ّ الفلوس اللي كايتقاضى. أو ما إطيرش ليك إيلا تار فى وجهك أو قال: “شنو گـاع كاتعطيني؟ صدَقة!” أو حتى إيلا فرّقـتي علينا الفلوس بالبرويطة، غادي دائما  نقولوا ليك باقي تزيد شوية. ماشي طمـّاعة، ألا ّ، حاشا! عـْدرنا، مغلوبين على أمرنا، مزاجنا باقي ما فطـَـمش.

 

موضوعات أخرى

25/04/2024 05:00

مصر عايشين فالقرون الوسطى كثر منا.. النيابة العامة ديالهم شدات بلوكَوز مشهورة بسباب فيديوهات “خادشة للحياء”

25/04/2024 04:00

مرات نتنياهو دارت الفوتوشوب باش تبان صغيرة.. تصويرة على موقع “إكس” حولاتها مسخرة على مواقع التواصل

25/04/2024 03:00

ميريكان حكمات على مصممة أزياء مشهورة بعام ونص ديال الحبس.. كتصدر جلود ديال التماسيح واللفاعي

25/04/2024 00:00

لا تيتي لا حب لملوك: اتحاد العاصمة دارو ريوسهم فالكابرانات وتقصاو حتى من كأس الجزائر