أنس العمري////
مصطفى الخلفي وعبد الله البقالي ماشي ساهلين. وزير الاتصال ورئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية قد يشهد لهما التاريخ على أنهما كانا وراء إنجاز عظيم قد يجعلهما يدخلان لموسوعة غينس بعينيهم مغمضين. وهذا الإنجاز هو أكبر قالب يدار في المشهد الإعلامي في العالم، لتنضاف بذلك قبيلة الصحافيين إلى قائمة موسوعة غينس، التي أغلب الأسماء المغربية الواردة فيها من الطباخين، على اعتبار أن “الماكلة” هي الحاجة الوحيدة لي كنوفيو فيها مزيان.
وهذا القالب منح اسم “الدعم التكميلي المخصص لصحافيي الصحافة المكتوبة”، الذي كلما تأخر صرفه كلما تيقن خدام السلطة الرابعة أن حجمه سيكون أكبر من ذلك الذي كان عليه في الشهر الذي قبله.
وما يزيد هذا اليقين بالنسبة إليهم هي “التسريبات” المتواصلة من داخل النقابة الوطنية للصحافة، والتي تشير إلى أن بريق المال بدأ يلمع في عيون البعض ويجعلهم يفكرون في “تخريجات” للانقلاب على الشروط السابقة وإقرار أخرى جديدة تكون على مقاس بعض “المناضلين” الذين يتخذون العمل النقابي، الذي هو في الأصل تطوعي، مطية لقضاء مصالح شخصية.
ما تعيشه النقابة الوطنية للصحافة المغربية الآن ينطبق عليه المثل الشعبي المغربي القائل “لالة زينة وزادها نور الحمام”. فالنقابة، في السنوات الأخيرة، كانت عيوبها باينة للعمى، لدرجة أنه ترسخت لدى قبيلة الصحافيين أنها تحولت لـ “ضيعة” محتكرة من طرف فئة معينة من “المناضلين” يستفيدون من “خيراتها” و”رحلاتها”، قبل أن تأتي أموال الخلفي لتكشف وجها آخر أكثر سوءا كان يفضل المنتمون للنقابة أن لا يروه أبدا ويظلوا يسمعون عنه فقط.