رابط الجزء الاول

كيفاش دخلات “كود” عش الدبابير فصندوق الايداع والتدبير الجزء الاول. البداية مع أنس العلمي فالحسيمة ومن بعدها جا دور اللوبي الصحيح

كود : يونس أفطيط//

كان التحقيق الذي أنجزته في “كود” يتناول صندوق الاستثمار السياحي المعروف بمضايف، هذا الصندوق الذي تترأسه منية بوستة التي إستقالت بالامس كان كارثة حقيقية، تلاعبات بالملايير، بدءا من فندق جنان فاس الذي كان يكلف إعادة ترميمه 5 ملايير تحولت بقدرة قادر ل50 مليار سنتيم ولا تزال به الكثير من المشاكل، مرورا بفندق “الحسيمة باي” الذي سلم لإحدى المقاولات من أجل بناءه ووقعت فيه الكثير من الخروقات ولا يزال لحدود الساعة في وضعية غير قانونية ثم فندق ميركور الناظور الذي أعيد بناؤه بغلاف مالي قدره 50 مليار سنتيم وكانت النتيجة كارثية زيادة على فريق العمل الذي يشتغل به حاليا، وفندق سوفيتيل المضيق الذي كلفت الغرفة الواحدة فيه ما يقارب 600 مليون سنتيم وهو رقم خيالي، ومرورا بفندقي ماريوط الدار البيضاء والرباط الذين تم إيقاف الاشغال بهما بأوامر ملكية.

وكانت الكارثة الاكبر في هذا التحقيق هو تسليم 14 فندق لمجموعة “كولدن توليب” من أجل تسييرها، حيث قام بها الرئيس المدير العام السابق لصندوق الاستثمار السياحي مضايف وهو فرنسي يدعى “ديسيز” والذي فر خارج المغرب.

الاشكالية أو الفضيحة في هذه القضية هي أن كولدن توليب يعمل لديها “محمد زيزي” ولتنتعش ذاكرة القارئ قليلا فلا بد للعودة إلى فضيحة القرض العقاري والسياحي التي سقط فيها سنة 2011 خالد عليوة وسقط معه آخرون بينهم محمد زيزي، وكان إعتقال محمد زيزي بسبب إدارته العشوائية ل8 فنادق يملكها القرض العقاري والسياحي المملوك أصلا لصندوق الايداع والتدبير، وبعد خروجه من السجن سيشتغل لدى كولدن توليب وستقوم إدارة مضايف بتسليم تسيير 14 وحدة فندقية لهذه المجموعة ما يعتبر في الاصل إعادة الذئب إلى قطيع الخرفان.

بعدما طار ديسيز واختفى من المغرب سيتم تعيين منية بوستة وهي إبنة الامين العام السابق لحزب الاستقلال أمحمد بوستة، حيث أكد لي أحد المصادر الذي إعتمدته في التحقيق أن أجندة منية بوستة كانت تتمحور حول إنتزاع الفنادق التي منحت لمجموعة أجنبية كماريوط وكولدن توليب وأكور، وإعادته لشركة “أش إر إم” المغربية والمملوكة لصندوق الايداع والتدبير، حيث قالت منية بالحرف حسب المصدر “خيرنا ما يديه غيرنا والصندوق هو لي يسير رزقو”، بعد مدة على كلامها ستنقلب منية 180 درجة وتبقي على المجموعات الاجنبية في إستغلالها الكارثي للفنادق التابعة لصندوق الايداع والتدبير، وهو ما جعل الغاضبون يمدونني بالمعلومات، معلومات كانت خطيرة جدا وكفيلة بقطع رؤوس المتسببين فيها، وبدأت بعد مشاورات مع أحمد نجيم في نشر الاجزاء الستة من التحقيق، وكنت مع كل جزء أتلقى إتصالا هاتفيا من مصادري داخل صندوق الايداع والتدبير أو صندوق الاستثمار السياحي، حيث لم يكن صندوق الايداع والتدبير مهتما بشكل كافي بالقضية، بينما إنفجرت الاوضاع داخل صندوق الاستثمار السياحي وتم فتح تحقيق موسع شمل جميع المؤسسات الفندقية التي تحدث عنها في التحقيق وتم تتبع جميع المعلومات التي كتبتها وبعد أن تم التأكد من أنها صحيحة وليس هناك مدخلا لرفع دعوى قضائية ضدي وضد “كود” تم فتح تحقيق ثاني للبحث عن مصادري داخل الصندوقين.

كان هذا الامر كفيلا بأن أرى أن التغيير بعيد المنال عنا في المغرب، لكن الأحداث التي ستجري لاحقا، وتنوع المصادر الغاضبة داخل الصندوق سيظهر بما لا يدع مجالا للشك أن هناك لوبي قوي يحارب تسريب المعلومات ويقدم تقارير خاطئة لعبد اللطيف زغنون بكون ما يتم نشره على “كود” ليس هو الحقيقة، وبمعنى آخر فقد كان اللوبي يحمي مصالحه، لوبي ينتشر كأخطبوط سرطاني داخل صندوق الايداع والتدبير، الذراع المالي للدولة الذي يستثمر في عدة مجالات، ولا يمكن في أي حال من الاحوال أن ينتهي هذا اللوبي بإستقالة سعيد لفتيت ومنية بوستة وكبار المسؤولين، يتوجب إقتلاع اللوبي من جذوره، بدءا من أصغر مسؤول يتلقى راتبين ووصولا إلى المحيطين بعبد اللطيف زغنون الذين كانوا يقدمون له تقارير مغلوطة، هذا ما سيقع بعد أن نشرت في وقت سابقا وثائق سرية سربت لي تكشف تلاعبات مالية داخل شركة “شون” التابعة لصندوق الاستثمار السياحي والخاصة بفندق جنان فاس.

وهذا ما سنتحدث عنه في الجزء الثالث.