عمر أوشن كود /////

المقررات الدراسية و المناهج تحتاج إلى تغيير.

وزير التعليم يعترف ويضرب الموعد..

السنة القادمة ستقع الثورة المؤجلة المنتظرة في التعليم منذ مائة سنة.

التعليم يشبه مريضا ثريا دخل قسم الإنعاش في مصحة شلاهبية لا تبحث سوى عن الأموال والربح..المريض يلزم أن يقضي أطول فترة في الفراش تحت رعاية الفاتورة التي تكبر وتتضخم كل لحظة وكل يوم..

التعليم مريض مرضا مزمنا منذ الاستقلال..

و أبناء الفقراء فئران تجارب..البورجوازية و الأثرياء في الأمن والأمان..

التعليم فضيحتنا الكبرى أمام العالم..لم ننجح في الخروج من النفق والمستنقع رغم المخططات و البرامج الاستعجالية وتعاقب الحكومات و ميزانيات ضخمة.

كأننا نحرث في الماء..والمال يتبخر و لا ندري أين يذهب؟

التعليم بقرة حلوب و بزولة رضاعة لفئة من المستفيدين..

فشل سياسات التعليم لا تحتاج إلى شرح و برهان.

رغم ما حصل في التعليم من كوارث لم نر مسؤولا يدخل السجن ويحاكم بسبب الجرائم التعليمية التي ارتكبت في حق الوطن والمواطنين..

الوزير اليوم يعدنا بأن السنة القادمة ستعرف ثورة على المناهج والمقررات .

من ذا الذي سيغير المناهج والكتاب والمضمون والنصوص والمواد؟

سنسمع عن لجنة تتكون من بقايا الكوطا الموزعة بين القبائل النقابية و السياسية ..لجنة تفتح شهية الجميع في جيب الرجل المريض في قسم الإنعاش..

من سيغير وكيف؟ ما هي المقررات والمناهج التي سترمى في المزبلة ؟ من يقرر ؟ منطق توزيع الكوطا و ترضيات أولاد عبد الواحد لا ينفع في قضية مثل قضية التعليم..

هل سنعترف بأن التربية الإسلامية تحتاج إلى ثورة؟ .

هل سنعود إلى تدريس الفلسفة والفنون لبعث الروح في أفكار الحرية و العقل و الانفتاح على العالم؟.

ألا تعترف أن التعليم حين زاغ عن الطريق وجد نفسه عن وعي أو دون وعي يصب الماء في طاحونة التطرف و الإرهاب و الأصولية الدينية و الوهابية والعنف.؟

ماذا سنفعل مع نصوص محمد الحلوي في الشعر مثلا في وقت يبدو فيه الحلوي رحمه الله مجرد مصفف كلمات سجعية أمام كبار الشعراء الذين عرفهم العالم؟
ثم دروس مادة الإرث ماهو مصيرها؟ هل نكتف بتلقينها في كليات الشريعة و دار الحديث و الدراسات الإسلامية و ما شابهها آم نحطم بها رؤوس التلاميذ الذين يسهرون الليل مع مارك زوتنبرغ و يفيقون الصباح مع درس الإرث و هلك هالك و ترك منزلا قدره كذا و مضمة من الذهب قدرها كذا و ابنة و اختين و زوجة و اخ شقيق و آخ غير شقيق و جدة و عم و شي تخربيق من رائحة الشحمة في الشاقور..وزع التركة على الورثة دون أن تنصت للأبواق المأجورة للمجلس الوطني لحقوق الإنسان الذي يريد أن يزيغ بنا عن الطريق المستقيم الذي رسمه لنا البخاري و ابو هريرة.

من هي الكفاءات ذات الجيوب العطشى التي ستختار الكتاب المدرسي الحداثي الديمقراطي ؟

ماذا يفيد أن يدرس التلميذ المغربي أن سهول الصين تربتها حمرية.ومرتفعات اوروبا صخورها بركانية.

و القرآن ؟ كيف سندرسه؟ و بأي أسلوب ؟و من هو المدرس المؤهل لتدريسه؟ إن داعش قريبة منا.

التعليم كارثتنا..التعليم فضيحتنا..التعليم مرضنا المزمن الذي يزحف بنا نحو الغرق و الموت..