الرئيسية > آراء > التضامن اليوم ليس تضامنا بل هو نكاية وشماتة ومحاولة يائسة لدفع التهمة! من يصدق تضامن العدالة والتنمية مع مزوار والهمة قبل أيام، هو وحده من سيصدق المتضامنين اليوم مع بطلي شاطىء القمقوم
24/08/2016 16:00 آراء

التضامن اليوم ليس تضامنا بل هو نكاية وشماتة ومحاولة يائسة لدفع التهمة! من يصدق تضامن العدالة والتنمية مع مزوار والهمة قبل أيام، هو وحده من سيصدق المتضامنين اليوم مع بطلي شاطىء القمقوم

التضامن اليوم ليس تضامنا بل هو نكاية وشماتة ومحاولة يائسة لدفع التهمة!  من يصدق تضامن العدالة والتنمية مع مزوار والهمة قبل أيام، هو وحده من سيصدق المتضامنين اليوم مع بطلي شاطىء القمقوم

حميد زيد كود /////

التضامن لم يعد كما كان في الماضي، وربما لاحظتم أنتم أيضا ذلك.

من يتضامن معك هذه الأيام تشعر أنه يسخر منك ويتشفى، تماما مثل المديح الذي يراد به الذم.

ومن يتضامن معك تحس أنه يسعى فقط إلى أن يبرىء نفسه، ويدفع عنه التهمة، ويخبر العالم أجمع أن لا يد له في ما يقع لك.

إنه اليوم بمثابة إنكار، وليس تضامنا.

إنه حيلة جديدة من حيل الحرب.

وكلما سقط خصمك تضامن معه، وبالغ في التضامن، وكلما وقع في فضيحة فلا أفضل من أن تتضامن معه.

الأمثلة كثيرة.

وأجملها وأبلغها تضامن حزب العدالة والتنمية مع مزوار والهمة.

فلا يوجد عاقل يصدق أن بيان الحزب جدي، وأنه دبج من أجل التضامن.

وهل يوجد شخص سوي في العدالة والتنمية يمكنه أن يتضامن مع هذين الرجلين.

مستحيل.
مستحيل.

والمثال الآخر والطازج هو هذا التضامن العارم من الجمعيات ومن العلمانيين والحداثيين مع بطلي”شاطىء القمقوم”، لكنه كان تضامنا مع الحرية، ومع شخصين يحاربان الحرية، ويضيقان على خلق الله، ويكرسان القوانين التي وقعا ضحية لها.

وتشعر أن تضامنهم هو بمثابة نكاية، وزيادة في الفضح.

باستثناء بعض الملائكة والمفكرين والفلاسفة وأتباع بوذا، الذين يمتعضون من كل ما يحدث في هذا البلد.

ويرغبون في سياسة نقية، يسود فيها الحب والأخلاق.

لكن للأسف لا توجد سياسة كهذه في أي مكان في العالم، ولذك لا يفوت أي طرف الفرصة ليتضامن مع الضحية.

ثم وهو يتضامن معه، لا يفتأ ينكل به، وينتقم منه.

والكل صار يتقن هذه اللعبة.

ويتقنها حزب العدالة والتنمية فيتضامن أيما تضامن مع خصومه.

ويتقنها خصومه، فيتضامنون معه كما يليق بالتضامن.

حتى صارت هذه الكلمة في المغرب تعني عكسها
فلا تصدقوا بعد اليوم شخصا أو حزبا أو جمعية يعبرون عن تضامنهم معكم

إنهم بفعلهم الشنيع يخططون لقتلكم أكثر

ويغرزون السكين ويوغلون الجرح

وينشرون التشهير بكم في كل البقاع التي لم يصلها بعد.

وهذا لا يعني أن التضامن لم يعد موجودا

بل إن هناك من يعتبرونه مهنتهم، وقد أنشأوا له موقعا خاصا، ولا يهدأ لهم بال حتى يوقعوا على العرائض، وما أسوأ اليوم الذي يمر عليهم دون أن يتضامنوا فيه مع أحد، ولو كان بعيدا، ولو كانوا لا يعرفونه.

وهناك المبدئيون، والملائكة، والمتأففون من تخلفنا، والذي لا يعجبهم ما يحدث.

لكني لا أتحدث عنهم

بل عن هذا التضامن الجديد والمنتشر هذه الأيام

والذي تظنه للوهلة الأولى تضامنا

بينما هو يعني عكسه

وتتفنن فيه جميع الأطراف

دون استثناء

حيث الكلمات في المغرب لم تعد تعني معناها
ً
وحيث السياسة والطعن من الخلف والصراع بين التوجهات والمصالح
بلغ درجة غير مسبوقة من التطور

ومن استعمال الحيل والألاعيب والاستعارات

حتى تظن التضامن

تضامنا

بينما هو ليس كذلك

وإنما إمعانا في القتل

وإبعادا للتهمة

وسلاحا جديدا يستعمل في الحروب
ليس إلا

فلا تصدقوا شخصا يتضامن معكم
ولا تثقوا فيه
إنه يفعل ذلك ليشمت فيكم أكثر
والذين يتضامنون حقيقة اليوم
هم الصامتون
هؤلاء الذين اعتزلونا

ولا نسمع لهم صوتا
ولا نأمة
ومن مكان يعيد
يتأملوننا
ويشفقون لحالنا
ولوضعنا.

موضوعات أخرى

20/04/2024 11:57

وزير خارجية ايران: هجوم اسرائيل لعبة اطفال ولن نرد عليه لان مصالحنا لم تتضرّر

20/04/2024 11:30

عصابة ديال الفلاحين المتعصبين طاحت ف إِلِخِيدُو بإسبانيا.. وتقارير كترجح علاقتهم بمحاولة إحراق مستودع لتخزين الديسير والخضرا المغربية

20/04/2024 11:00

أسود الفوتسال: هدفنا الاول بالتأهل للمونديال حققناه ودابا مركزين على فينال كوب دافريك