الرئيسية > آراء > الأحداث المغربية” مدرسة للتسامح وقبول الاخر وتعلم الحب والحياة
27/05/2016 06:38 آراء

الأحداث المغربية” مدرسة للتسامح وقبول الاخر وتعلم الحب والحياة

الأحداث المغربية” مدرسة للتسامح وقبول  الاخر وتعلم الحب والحياة

بقلم: مدير نشر جريدة “الأحداث المغربية” المختار لغزيوي
باتفاق مع الكاتب /////

ضحك منا صديق حتى استلقى على ظهره وهو يقول “لن أستغرب غدا أو بعد غد إذا ماصدر تقرير عن منظمة شبابية مجهولة تدعمها الدانمارك هي الأخرى أو غيرها من الدول التي تتصدق على بعض منا يتهمكم بأنكم تنشرون فكر داعش في البلد”.

ومع ابتسامة الصديق، ندت عنه تنهيدة حزينة قال في ختامها “الأشياء اختلطت إلى حد لا يطاق، والجو العام في مهنتكم أضحى فعلا أمرا صعب المعايشة، خصوصا وقد سمحتم لمهنتكم أن تختلط بكل شيء وبأي شيء إلي أن أصبحت اللاشيء نفسه”.

الصديق كان يتحدث عن التقرير المضحك الصادر عن مؤسسة لرصد الإعلام في شمال إفريقيا مولت لمجموعة من الراصدين الشباب بها الحكومة الدانماركية بحثا امتد على أسبوعين قالوا في ختامه إننا أكثر جريدة في المغرب تنشر خطابات الحقد والكراهية (كذا ودون أي ضحك أو مزاح).

طبعا الأمر غير قابل للتصديق، وهناك من طالبنا بأن نعتبره جزءا من مؤامرة، وهناك من حثنا على اللجوء إلى القضاء لأن اتهامنا بأننا نشرنا ثلاث دعوات للقتل على صفحات هاته الجريدة في أقل من خمسة عشر يوما أمر خطير يجب أن نحاسب عليه إذا قمنا به، ويجب بالمقابل أن يحاسب على عدم وجوده أصحاب التقرير إذا كانوا يفترون علينا ويكملون من مخيلاتهم الأحاديث، وقيلت لنا أشياء أخرى كثيرة

من كل هاته الأشياء استطعنا في قلب حماس فعلي شعر به الشباب هنا في الأحداث المغربية جراء المساس بمؤسسة يعتبرونها منزلهم الأول، وأسرتهم الأولى دونما لعب بالكلمات، أن نذهب إلى التقرير وأن نقرأ أسطره بعناية فائقة
لم نجد أمثلة على خطابات الحقد والكراهية التي نشرناها.

لم نجد أمثلة لدعوات القتل التي حرضنا عليها أو أطلقناها.

لم نجد أي تحريض منا على المساس بأي كان.
لم نجد شيئا. نصدقكم القول. لم نجد أي شيء من كل ماافتراه علينا التقرير، وسارع البعض إلى نشره في دليل صغر واضح، وفي دليل عناد شديد وكبير تجاه الأحداث المغربية ومسيريها وصحافييها ومسؤوليها.

وجدنا بالمقابل في جريدتنا في الفترة التي اشتغل عليها التقرير مقالات حثت على احترام الأقليات الجنسية وهي مسألة لا تنشرها الصحافة العربية سواء مولتها الدانمارك أو لم تمثلها.

وجدنا مقالات لا تتحدث عن الديانات الأخرى بمنطق التحقير أو المساس أو الإساءة أو اعتبار دين أفضل من دين، بل وجدنا أنفسنا الوحيدين الذين نكتب بشكل شبه يومي مدافعين عن تعايش الأديان وعن ضرورة وصولها يوما ما إلى توافق يعيدها رحمة للعالمين لا نقمة عليهم مثلما حولها المتطرفون.

وجدنا اشتغالا يوميا لصالح الوطن، ودفاعا مستميتا عن مصالحه الحيوية الكبرى.
وو
جدنا رصدا يوميا لمشاكل المغربية والمغربي من أقصى شبر في هذا الوطن إلى أقصى شبر في هذا الوطن.

وجدنا انتصارا لقيم الحداثة والديمقراطية والدفاع عن مشروع مجتمعي يعلي من شأن المغربية والمغربي، ويعيد لهما إيمانهما العميق بالمغرب، وينفتح على التجارب الإنسانية المختلفة، ويقدم الصالح منها وينتقد الطالح منها، ويحاول أن يتوسل بخطاب الذكاء والعقل في زمن لم يعد يتحمل الخطابين معا وأصبح ينحو نحو الإثارة أكثر فأكثر ونحو الفهلوة واللعب بالعناوين المثيرة لكن الفارغة، والصور التي لا علاقة لها بالمواضيع المنشورة. وجدنا كل هذا ويزيد، ولو شئنا الاستمرار لما انتهينا لأننا نقوم بعملنا عن حب وعن احترام له ولم نسترخصه يوما ولم نعتبره وسيلة ارتزاق أو وسيلة ضغط أو وسية حصول على الإشهار أو وسيلة وضع في منصب أو وسيلة ترق اجتماعية

ظلت الصحافة مثلما علمنا القرشاوي يوما ومؤيد يوما آخر والبريني يوما ثالثا ثم سلسال مجيد من كبار المهنة يوم كانت كبيرة، خدمة عمومية تؤديها للناس لأنك اخترت أن تكون وسيطا أمينا بين الخبر والرأي وبينهم.
لذلك كان موقفنا الأول حادا محتدا، لأن العنوان البارز الظالم “الأحداث المغربية تحرض على الحقد والكراهية” كان عنوانا ظالما، ولأنه أيضا كان هدية أعطيت لبعض المغرضين من المترصدين وليس الراصدين لتجربتنا الواقفين لنا عند أول هفوة يتصيدونها لكي يصفوا حساباتهم الفارغة مع أنفسهم، لا مع أي طرف آخر.

فيما بعد هدأنا، ثم عدنا إلى الشعور بابتهاج عميق. رأينا في أعين زملاء لنا دموعا لأجل مؤسستهم، وسمعنا من أفواه آخرين غزلا ولا أروع في المؤسسة، وطبعا دافع عنا الكثيرون من باب الأمانة العلمية والفكرية والمهنية، وقالوا “لاتكترثوا بالصغار”. التفتنا إلى الأهم: العمل والاستمرار في العمل، وفي تطوير العمل وفي البحث لهذا العمل عن آفاق أخرى، وهي أمور لا يعرفها ولايعرف ثقلها من يمضي يومه بالكامل بين تدوينة وأخرى، غير مسؤول إلا عن صفحته الفيسبوكية.

أصلا القسمة ضيزى لكنها هكذامنذ خلق الله الكون: البعض يشتغل والبعض الآخر ينتقد البعض الذي يشتغل.

البعض ينجح. والبعض الآخر يجلس في الركن المظلم متمنيا الفشل لذلك الناجح.

إنتهى الكلام وابتدأت مجددا تجربة مدرسة كبرى تحمل إسم “الأحداث المغربية” قدرها أن تواصل تلقين الدروس التي تعلمتها من الكبار إلى الصغار…كل الصغار…ومن يحركونهم، وأنا أعرف ما أعني وعمن أتحدث إلى مالانهاية
سنواصل، إطمئنوا، وللكلام صلة في المقبل من الأيام، وشكرا لموقع “كود” على الرحابة الجميلة المألوفة فيه منذ انطلق…

موضوعات أخرى

20/04/2024 12:30

وزير خارجية ايران: هجوم اسرائيل لعبة اطفال ولن نرد عليه لان مصالحنا لم تتضرّر

20/04/2024 11:30

عصابة ديال الفلاحين المتعصبين طاحت ف إِلِخِيدُو بإسبانيا.. وتقارير كترجح علاقتهم بمحاولة إحراق مستودع لتخزين الديسير والخضرا المغربية

20/04/2024 11:00

أسود الفوتسال: هدفنا الاول بالتأهل للمونديال حققناه ودابا مركزين على فينال كوب دافريك