اسرافيل كود====
“المستقبل..سيملكه أولائك الذين يتوفرون على ذاكرة قوية” فريدرك نيتشه .
يسود البلاد جو لايختلف كثيرا عن ذلك الذي سبق احداث السادس عشر من ماي الإرهابية، حيث الخطاب الديني المتشدد ،صار يتوفر على مساحة اكبر من اجل التعبير والتعبئة والتحريض وتمرير افكاره داخل المجتمع.الحركات والجمعيات السلفية غدت اكثر تنظيما ،واضحى بإمكانها المجاهرة بمواقفها المتطرفة والإستئصالية ، اما ائمة هاته التيارات الدينية، فبقدرة قادر،دعوات الكراهية والتكفير وكل اشكال العنف الرمزي ،الصادرة عنهم, لم تعد تقلق احدا ،ويتم غض الطرف عنها والتطبيع معها.
في بحر الأسبوع الفارط نظم من أسمتهم بعض المواقع الالكترونية ،دعاة وباحثون من التيار السلفي ، يوما “دراسيا” تحت عنوان “الخصوصية المغربية والحفاظ على المكاسب رهينة بمحاربة ظاهرة التشيع”، حيث ساوى هؤلاء “الباحثون” بين الشيعة المغاربة و بين النصارى واليهود ، ودعوا الى التشبه بصلاح الدين الايوبي ، الذي طرد الشيعة من مصر . في نفس اللقاء الذي احتضنته احدى قاعات مراكش ، دعا السلفيون الى تشكيل “دراع اعلامي” يتصدى للتشيع في المغرب ،و دمج مواد في المقررات الدراسية، قصد تحصين الناشئة ،ضد ما وصفوه بالسرطان الشيعي.
بعد ذلك خرج علينا الشيخ ذو اللحية الحمراء، ابو النعيم ، والمتخصص في توزيع شواهد الإيمان والكفر ، بكلام اقل مايمكنه ان يقال في حقه انه تكفري وتحريضي ،يمس بالسلامة الجسدية لسياسين ومثقفين ، و يهاجم دور وصلاحيات المؤسسات الدينية الرسمية.
بعد تكفيره للأمين العام لحزب الإتحاد الإشتراكي ،السيد ادريس الشڭر ، والمفكر والناشط ،السيد احمد عصيد ،اللذين وصفهما هاته المرة بالخنازير والحشرات الحقيرة!! فاض لسان الشيخ ابو النعيم ،والذي يبدو ان النعيم منه براء ، بسيل من الشتائم ،في حق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية،السيد أحمد التوفيق، لإشرافه أخيراً على يوم علمي حول موضوع السلفية بالرباط،وانتقد الشيخ الجهبذ، ما اسماه ،محاولة الوزارة فرض ثوابت تتناقض مع روح الاسلام ، تقوم على المذهب المالكي والعقيدة الاشعرية والتصوف الجنيدي.”انتقادات” ابو النعيم لم تتوقف عند هذا الحد ، بل طالت المجلس العلمي الأعلى وعلماء المغرب و إمارة المؤمنين ، حيث اعتبر هاته الأخيرة, مطية سياسية ، لا تهدف الى الانتصار الى الدين ،وتحكيم شرع الله.
إن انسياق المغرب وراء قوى خليجية ، وان كان مدفوعا بمصالح اقتصادية ، و انخراطه في التحالف السني ،المعادي للهلال الشيعي ، لاينبغي ان ينسيه خطورة التيارات السياسية والدعوية الوهابية ، التي يعرف الجميع مدى خطورتها و التجائها للعنف الرمزي والمادي ، من اجل ترهيب النخب السياسية والثقافية، و زعزعزة الاستقرار السياسي والإقتصادي للبلاد. إن التصدي و انخراط المغرب في تحالفات معينة ، لاينبغي ان يتم عبر تحالفه مع الشيطان الوهابي ،و المقامرة بالمكتسبات و هامش الحرية والمؤسسات ، التي عمل المغاربة والقوى السياسية والنظام الملكي ،على وضع أسسها.
