نسبة مشاركة ضعيفة بزاف فالانتخابات الجزئية فـ”دائرة فاس الجنوبية”.. موصلاتش حتى لـ4 فالمية
عمر أوشن كود /////
عندما كتبت على الفايسبوك لن أذهب إلى مكة.لن أذهب ..أقسم بالله العلي العظيم لن أذهب .كان ما كتبت رد فعل طبيعي لحظات قليلة بعد نشر الصور الصادمة للقتلى والموتى عليهم الرحمة والصلوات.
الفايسبوك يمنح لك هذه السرعة في التعبير و الرد و الإفصاح عن موقف ..
ويمكن للفكرة أن تأخذ أبعادا و تجد بعد ليلة من التحق بك وكبرت كرة الثلج و أصبحتم كتلة وجبهة واسعة تحمل نفس الرأي و م تعد وحدك ولو تعلق الأمر بمكة وما تحمله في وجداننا من رمزية ودلالة دينية ..
اعتقدت أن مثل هذا الكلام مجرد صيحة في واد مثل من يطبل في الهوتة كما قال مثل جبلي..اعتقدت أن القضية بسيطة وستمر مرور الكرام مثل أي ستاتو عابر يموت بعض لحظات من ولادته ..غير أن الرد كان قويا ..
عند الغالبية الساحقة من الناس الدين هو أم القضايا وأم المعارك وأصل الأشياء..
لا تستغربوا فوز الإسلاميين بأصوات الناخبين لان الدين عند العامة يعلو و لا يعلى عليه..
بني آدم يقبل أن تخالفه الرأي في كل شيء ماعدا أن “تزعزع” ثوابته الراسخة حول أشياء تربى عليها في كسل فكري كبير دون أن يطرح أسئلة توجع الرأس و توجع اليقين..
الهجوم جاء كاسحا من قبل الفيالق و الخلايا النائمة في الفايسبوك..
هناك إخوان مسلمون مبرزون واضحون ومعترف بهم ويقدمون أنفسهم بالواضح و من يرقص لا يخف وجهه..وهناك أنصار الإخوان المختفون والقابعون في الجبهة الخلفية ينتظرونك كي تخطأ ليطلقوا رصاص واجب التضامن والجهاد.
عندما كتبت لن أذهب إلى مكة كنت واضحا وكنت ساذجا نوعا ما وكنت على نيتي التي لم يجعل الله في صدري قلبين..
وكنت صادقا ومخلصا ومؤمنا بما أقول ولا العب ولا أنافق ولا أكذب ولا أزايد ..رغم أن هناك من خاطبني بعنف وسخرية وبعض الحقد والكراهية بسبب الاختلاف في الرأي..
الساكتون والصامتون المتفرجون هم الخطر الكبير و ليس الإخواني الذي يعلن نفسه أمام الملأ..
الإخواني منسج مع نفسه وعقله وعقيدته وشريعته وإيمانه وحلاله وحرامه و جنته التي ينتظرها ببالغ الهوى والفانتازم والخيال الابيقوري.
الفكر الاخواني مثل زريعة تزرعها في باطن الأرض و يمكن أن تمر الفصول و السنوات و السبات دون أن تظهر لكن يأتي اليوم الذي تخرج فيه من الأرض و تينع رؤوسها وأذرعها الطويلة.
جدي خرج من تمسمان ماشيا على الأقدام نحو وهران ثم بعدها المشرق و مكة..
كانت نيته الوصول إلى الأراضي المقدسة فخرج ولم يعد..
أما أنا فلن أذهب إلى هناك لا على الأقدام ولا في طائرة..و لاصاروخ..
يكفيني مولاي عبد السلام في بني عروس وسيدي شعيب اونفتاح في الريف مزار العشاق والمحبين..
أحبك ألهي وأتوب إليك وأصلي..لكن أقبل مني حج المتصوفة والدراويش والفقراء من هنا من هذه التربة فقط..
من هنا فقط بلا زحام وبدون تدافع ..وبدون رجم شيطان..