كود : عمر أوشن //

لكي تكون فرنسا غير التي عرفناها وكما درسوها لنا في التاريخ والفنون والادب يلزم عليها ان تسمح بالبوركيني في الشواطئ..
من قال ان البوركيني يتناقض مع مبادئ الثورة الفرنسية فهو آثم وأسلاموفوب.
من هو الجاهل الذي يدعي ان البوركيني الذي كان لباسا لليهود الاصوليين المتطرفين و لباسا في جبال أفغانستان لنساء منسيات مقموعات مضطهدات لا يصلح ان يتمم الثورة الفرنسية الرائدة و يرسي دعائم الحرية والمساوة والأخاء.
من باب الحداثة والمساواة وحرية التعبير وحرية المعتقد والحريات الخاصة يلزم ان نفتح شواطئ وحدائق فرنسا للبوركيني لأنه هو من سيخرج البلاد من البؤس الذي وصلت إليه.
البوركيني هو البديل التاريخي.ولو كانت سيمون دي بوفوار حية لكتبت كتابا خاصا في المزايا التنويرية والفيمينيزم الذي يرمز اليه..
من سينقذ فرنسا من العبث الذي دخلته ؟.
البوركيني وصلاة الجماعة على الطرقات والشوارع وأكباش العيد التي ستعلق قريبا في الشواراع و أبواب العمارات علامة على عودة الروح الى بلاد المسلمين التي احتلها الكفار في تاريخ ما..
الحمد لله أن فرنسا إهتدت الى الهداية الربانية وألغت قانونا رجعيا متخلفا لا يؤمن بالتعدد وحرية البوركيني..
أنت يا فرنسا لم تكن تفهمين ما سيحققه هذا البوركيني من منجزات تحطمين بها كل الارقام القياسية و تتفوقين على الجارة ألمانيا في كل شيء بما فيها طهارة نساءك التي وسختها فرانسواز ساغان والمسخوطة كاترين مايي حين نشرت صورها عارية في كتاب “الحياة الجنسية لكاترين مايي” تروي مغامرات ليلية في باريس بدون مرسديس قرب بحر وبدون درك ومحاضر.
البوركيني هو الذي سيحل مشاكل التعليم في فرنسا وتيه الشباب والبطالة والإجرام والارهاب و خونجة الفرنسيين في إنتظار رفع راية داعش بحول الله فوق قوس النصر..
دعهم يا فرنسا يحتلون الشواطئ التي طالما عمرها العري والرذيلة والفساد والخلاعة.
دعهم يحتلون كل المواقع في انتظار “يهزوا ليك رجليك ” أنت أيضا أمنا فرنسا و ينكحونك جهادا شرعيا كما يمارس الآن في العراق وسوريا..
هل تعرفين أمنا فرنسا أن رفيقات وخليلات و زوجات الصحابة والتابعين لم يكن لهن بحر ولا شاطئ نيس اوماربيا.
نساء فجر الاسلام ونساء الفتنة الكبرى في عهد الصحابة وبعدها كيف كانت تسبحن؟
أي بذلة لبسن وهن يسبحن لو أفترضن أنهن وجدن بحرا وشاطئا أو بحيرة..
أتذكر شاطئ بلايا في طنجة في طفولتنا كان ممنوعا دخوله بلباس .جلابة او جاكيطة وسروال وحذاء.
كنا نقبل القانون بصدر رحب وبلا فلسفة ولا حقوق انسان ونجمع صرتنا مثلما نفعل في حمام و ندخل الحاجز فرحين مبتهجين بالماء و باخرة ابن بطوطة تشق عباب البحركأنها تنقل أرواحنا للضفة الأخرى.
غير بعيد عن بلايا كان هناك فندق مالاباطا الذي يسمى الآن موفانبيك..
في حديقة هذا الفندق الوحيد الذي وجد هناك كانت السائحات الإجنبيات يسبحن و يتمددن عاريات النهود والصدور وكنا نتفرج فرحين بكل الكبت والحرمان والجوع الذي نحمل معنا.
اليوم لو تعرت فرنسية او أمريكية في شاطئ مغربي سيخرج لها أبو النعيم بحليته البرتقالية مثل وحش بحري اسطوري و يقيم الحد على العاهرة .
أشعر بأننا تخطو خطوة إلى الامام وخطوات إلى الوراء. الاخونجية يكتسحون المواقع في انتظار رفع راية السيف والهلال فوق ساعة بيغ بانغ.
و في إطار الحق في الاختلاف والحرية والديمقراطية والعلمانية و مبادئ حقوق الانسان في السباحة بالبيجاما يأتي الحق في توفير طبيبة أمراة عفيفة لكل أسرة مسلمة في فرنسا والحق في مطعم مدرسي بدون لحوم خنزير ولحم مذبوح شرعيا والحق في جعل عيد الفطر وعيد الكبير وعيد المولد وراس السنة الهجرية أعيادا وطنية للشعب الفرنسي الشقيق.
بناء المساجد مكان دور الثقافة والفنون سيكون تفعيلا للعلمانية السمحة..
الحق في قنوات تلفزيونية تنشر الجهل المقدس باسم مبادئ الحرية دليل على العلمانية..
اليساريون الذين عشنا معهم نناقش الثورات والصراع الطبقي والمادية الجدلية والمادية التاريخية وجدوا اليوم الحلول لكل الأزمات التي يتخبطون فيها ويتخبط فيها العالم .هاهم اليوم مثل المؤمن لاخيه المؤمن إذا إشتكى منه عضو تداعى له باقي الأعضاء بالسهر والحمى.. فكيف لا يدافعون عن البوركيني الذي لبسته أمنا آدم في الجنة قبل أن تطرد منها بسبب نزوة صباحية قبالة بحر.
هل إنتهت قضايا الانسان وأسئلته في الوجود وبقيت لنا فقط إشكالية قمع فرنسا المستبدة لحقوق البوركيني كما هي منصوص عليها في صحيح البخاري وميثاق الامم المتحدة والميثاق العالمي لحقوق الانسان والموائيق ذات الصلة كما يحلو القول في لغة البيانات المكررة.
البوركيني الذي يشكل تجارة في السوق مثل البيرة حلال وشركات السياحة للعمرة إختلقته التيارات الإسلامية لجس النبض والاستفزاز الفارغ باسم حرية المرأة في أن تفعل في جسدها ما تشاء.
نعم لماذا نجعل من جسد المرأة حلبة قتال بين الأطراف؟
غدا سيأتينا فقيه مواطن فرنسي كامل الصفة والاهلية والجنسية والحقوق و يطالب بصفة سياسية وتشريعية إصدار قانون باسم حرية التعبير والرأي و حرية العقيدة يمنع السياقة على النساء لأن السياقة كما قال لنا الفقيه تصيب النساء بالعقم..
من حقه ان يقترح هذه الحماقات عملا بنفس القيم التي تمارس اليوم باسم الحرية والتعدد.
نحن الامة الوحيدة في العالم التي تعلن دينها للناس كأنها تخرأ في ساحة عمومية.
نضعها في الشارع حتى تفوح رائحتها بهدف إثارة انتباه العالم الى أننا نختلف عنكم وأحسن منكم. و أتقى و خير أمة أخرجت للناس ولن تستحقوا غيرغزوكم و رفع رايتنا عالية عالية.
إذا كانت العلمانية هي جعل الشواطئ مختبرات للنينجات والبوركيني والسباحة بالبيجامات فأنا أعلن أنني لست علمانيا..
أصولي أصولي أنا..
أبدا لا أفهم في هذه العلمانية ولا توافق مزاجي..