كود : يونس أفطيط

العيش في ألمانيا هو حلم راود الشابة أسماء العلاوي ذات 23 ربيعا، والتي حلمت دوما بزوج يطير بها إلى ألمانيا لتعيش هناك في بلاد البافار، وأرض الماكينات التي لا تهدأ.

ورغم أنها عاشت ردحا من الزمن في إسبانيا إلا أن حلمها الاعلى كان هو العيش في ألمانيا، وهو حلم كان يخبئ لها القدر معه حادثا مأساويا لا يقل عن الحادث الذي أودى بحياة والدها وهي لاتزال بعد صبية، لتصبح يتيمة الأب في بلاد الغربة، الشيء الذي جعلها تعتمد على نفسها منذ الصغر وتسبق سن اقرانها لأن المسؤولية على عاتقها أكبر في غياب راعي الاسرة الذي وافته المنية بسبب حادثة سير.

بعد أن أنها الشاب الجميلة ذات الملامح الريفية الهادئة دراستها، تعرفت على إبن مدينة زايو، وفي الوقت الذي يفصل بين قرية بني سيدال التي تنحدر منها أسماء ومدينة زايو التي ينحدر منها محمد سوى 50 كيلومترا، فإن الاقدار شاءت أن يلتقيا في إسبانيا بعيدا عن مسقط رأسهما، حيث تعرفا على بعضهما قبل سنة في برشلونة ليصلا بسرعة إلى قناعة أنهما ولدا ليكونا معا طيلة حياتهما، وبالفعل كانا معا وتوفيا معا وسيدفنان معا، فالمنية لم تمهل أسماء لتحقق حلمها وتعيش في كنف زوجها بألمانيا، وهي نفس المنية التي لم تمهل محمد أن يحقق حلمه ويفتتح مطعمه الخاص بمدينة دوسلدورف، لتبقى الصدمة الكبيرة العنوان الابرز لحادث رحيل الشابين بعد ثلاثة أيام على زواجهما بعد سقوط الطائرة التي تقلهما في جبال الالب، إذ لا يزال أصدقاء محمد ينتظرون ان يسمعوا خبرا يكذب ما سمعوه ورأوه في التلفاز، هم لازالوا ينتظرون أن يأتي محمد بعروسه إلى مطار دوسلدورف ليحملوها في سياراتهم ويطوفون بها في شوارع المدينة.