نايضة فبرشيد: المدني رئيس اليوسفية باغي يطير شركة النادي بعدما البيضي استقبل العصبة الاحترافية
عمـر المزيـن – كـود==
قال الكاتب الأمازيغي والناشط الحقوقي أحمد عصيد، في تصريح خص به “كود”، إن “مهرجان البيرة” هو تظاهرة فهم منها رغبة بعض المواطنين من مستهلكي هذا المشروب الروحي في أن يخلقوا لحظة فرح واحتفال على الطريقة التي تقام بها احتفالات في العديد من بلدان العالم، احتفاء بمواد كثيرة منها ما هو ثمرات للطبيعة ومنها ما هو مصنوع بيد الإنسان.
واعتبر عصيد أن هذا الأمر عادي جدا ولا يستدعي أي توتر من أي كان، فالجعة مشروب يباع في المغرب ويستهلكه مغاربة بملايين القنينات في السنة، والدولة تسلم رخصا لمنتجي وبائعي “البيرة” التي يمكن أن نقول إنها مشروع شعبي غير مصرح به، على حد وصفه.
وبخصوص تعليقه على منع السلطات لهذه التظاهرة، أضاف عصيد أن الأمر قد كان متوقعا لأنها تظاهرة تفضح تناقضات السلطة والقوانين المغربية، فالدولة لا تسمح قانونيا لمغاربة باستهلاك “البيرة” لكنها عمليا تتسامح في ذلك، وبين القانون والواقع يوجد شرخ كبير يعكس حالة الفصام التي تتخبط فيها الدولة والمجتمع.
أما التيار المحافظ، يقول عصيد لـ”كود” فقد “وقع في تناقض آخر وهو يستعمل المرجعية الدينية للمطالبة بتحريم المهرجان، فالدولة القائمة ليست دولة دينية تقوم على الشريعة، ولكنها تقحم بعض الاعتبارات الدينية في تعليل أسباب وضع بعض القوانين التي تتعارض مع الدولة الحديثة، والتي من أسسها الحريات الفردية وحرية اختيار نمط الحياة، ولا تقوم على قوانين دينية، ولهذا لا تعاقب الدولة بعقوبات بدنية كما في الشريعة بل تعاقب بالسجن، و”هذا هو الخلط الذي يقع فيه المحافظون، فمنطق “الحلال والحرام” الذي يعتمدونه هو منطق ما قبل الدولة الحديثة، ولا ينطبق إلا على الأشخاص باختيارهم الحر في حياتهم اليومية وليس على الدولة، فالمؤمن الذي يمتنع عن شرب “البيرة” لأنها حرام يمارس حقه المبدئي واختياره الحرّ الذي ينبغي أن يُحترم، ولكنه عندما يسعى إلى حرمان الآخرين عبر قوانين من اختياراتهم يصبح شخصا متسلطا”. يشرح عصيد لـ”كود”.
أما ذريعة السلطة في منع المهرجان، ينهي الناشط الأمازيغي قائلاً: “فهي في الغالب القول بأن من شأن ذلك أن يستفز المواطنين المحافظين، والسؤال المطروح هو لماذا يشعر هؤلاء المواطنون بالاستفزاز ؟ ولماذا يعتبر الناس أن هذا أمر طبيعي، ولماذا لا يستفز مشهد المحافظين وهم يمارسون طقوسا دينية غيرهم من المواطنين الذين لا يمارسون تلك الطقوس؟ إن الشعور بالكراهية والرغبة في إيذاء الآخرين هو ما ينبغي التعرض له وتدارس أسبابه، هناك خلل ما في الوعي المواطن ينبغي إصلاحه، وعلينا أن نقوم بذلك انطلاقا من مراجعة المضامين الدراسية حتى لا تكون الأجيال القادمة متخلفة مثل الأجيال الحالية”.