أنس العمري- كود///

رأينا رئيس الحكومة الجديد، سعد الدين العثماني، وهو يقدم “تصريحه” الحكومي بالبرلمان، وكيف بدا الرجل “مفعفعا”.

لقد انتقلنا من رئيس حكومة ذي هيبة من عيار عبد الإله بنكيران إلى رئيس حكومة “متهيّب”، أملس لا طعم له ولا لون، يتوارى خلف من يبرّر له أعماله، من قبيل محمد يتيم، أو المصطفى الرميد الذي جعله وزيرا من “أهله” وأشركه في أمره، ولكن خير ما فعل الأخير أنه سمّى خلف ابن كيران بـ”ابن عرفة البيجيدي”!

ابن كيران أقام الدنيا ولم يقعدها. أقامها وهو يصوم عن الكلام، وأقامها وهو يفحم معارضيه، “باع” للناس السياسة واشتروا منه البضاعة، حتى صار كل ما يرتبط به من أخبار “مربحا”، ومتابعته أصلا تجاريا مدرا للدخل. يكفي أن يتضمن المانشيت الصحافي تصريحا لابن كيران حتى يقبل عليه القراء، فأحيى السياسة بعد أن صارت رميما، وها هي تعود لتحتضر مع خلفه سامحه الله! دمّر في أسابيع معدودة ما بناه ابن كيران في خمس سنين!

مسؤولية العثماني في هذا الوقت بالذات كبيرة في قتل السياسة، مع ما يستتبع ذلك من تخلي الناس عن الاهتمام بها بشكل عام، وهنا يمكن استحضار أحد أقوال برلمانية البيجيدي، ذات النبرة النقدية المحمودة، آمنة ماء العينين، التي سبق لها أن صرحت بأن “كل إمعان في قتل السياسة ما هو سوى إمعان في قتل الديمقراطية”. وأي شيء أخطر من قتل الديمقراطية في بلد جعل دستوره الاختيار الدييمقراطي من ثوابت الأمة! الأمر يتعلق إذن بقتل أحد ثوابت الأمة أيها السادة!

في هذا المشهد النكوصي، لابد أن تتسع رقعة المقاطعين للانتخابات المقبلة، وطبعا سيكون مصير حزب “إسلاميي المؤسسات” هو التراجع، وعندها لن يجد “ابن عرفة البيجيدي”، الذي سيكون، لا محالة، عاجزا عن تبرير حصيلته، إلا أن يعلق خسارته على مشجب “التآكل” الذي تسببه السلطة!

وماذا ستجني البلاد بعد “إضعاف” حزب العدالة والتنمية سوى إضافة حزب “متضائل” إلى قائمة الأحزاب الكبيرة التي أضحت، بقدرة قادر ، أحزابا صغيرة تحتاج إلى يد السلطة لتنتشلها من خطر الانقراض!

وطبعا، سيتقوّى “حزب المقاطعين” وأكبر فصائله وهو “جماعة العدل والإحسان” أكبر المتشفّين في حزب العدالة والتنمية ومنذ الآن!

اشتي فين وصّلتينا آ “ابن عرفة البيجيدي”؟!