حميد زيد كود ////
بشرى لنا نحن معشر الصحفيين.
وأخيرا خصصت لنا الحكومة دعما، نحصل عليه بوساطة نقابتنا العتيدة.
زغردن يا صحفيات المغرب واكتبن الأخبار والربورتاجات وأنتن مطمئنات وسعيدات.
ارقصوا وصفقوا أيها الصحفيون وافركوا أكفكم فرحا وغبطة، واحصلوا على السكوبات وابحثوا عن الانفرادات.
بشرى لنا.
بشرى لنا.
بعد أن أن أصبحنا مثل الأرامل والمطلقات والأيتام نتلقى دعما وإحسانا.
يا لحسن حظ مهنتنا في المغرب.
يا لسعادتنا، ونحن نملأ الاستمارة للحصول على الدعم.
يا لسعة قلب الدولة والحكومة والنقابة وهم يتعاملون معنا كمزاولي مهنة مثيرين للشفقة.
وما علينا الآن إلا أن نعترف بممتلكاتنا ورواتبنا وحساباتنا البنكية وأولادنا، ونقف في طابور طويل منتظرين الدعم.
يا لبؤسنا وللطريقة التي يتعاملون بها معنا.
يا لاحتقارنا لأنفسنا ونحن نناقش شروط الدعم، ونقبل أن نذهب إليهم كشحاذين، نرتدي الأسمال، ونتوجع، ونذرف الدموع.
ونشتكي وضعنا للزعيم عبد الله البقالي.
وننتظر الصدقة.
وهاهم يضعوننا في خانة الأرامل والمطلقات، ويمنون على مهنتنا، ويهينوننا، ويفرضون علينا أن نتمسكن، وأن نذهب صاغرين، ونمد أيدينا، ونوقع على شهادة الاحتياج، ونقف أمام الباب.
كأن لا مؤسسات لنا.
كأن لا طريقة أخرى لصرف الدعم إلا هذه الطريقة المذلة.
ولا أتخيل صحفيا يمكنه أن يملأ استمارة، ليتأكدوا من أنه في حاجة إلى الدعم.
إنها مهنة تتطلب منسوب كرامة مرتفع، وأستغرب كيف توصلوا إلى هذا الحل، وكيف فكر زملاء لنا، ويمثلون مهنتنا، بهذا الشكل المهين للصحفيين.
بشرى لنا.
بشرى لنا نحن معشر الصحفيين.
وسوف نوافيكم بإثبات من مقدم الحومة مصادق عليه في المقاطعة، يبصم على حاجتنا وفقرنا وهواننا.
وما دمتم تريدون إذلالنا، وتحويلنا إلى عصابة شحاذين وبؤساء نستجديكم، فلا أتوقع أن يقبل صحفي مغربي دعمكم.
خذوه.
وتمتعوا به.
إنه فضحيتنا التي تؤكد كم تحتقروننا.
وكم تشفقون علينا.
وكم تعودون بهذه الدولة إلى ما قبل التاريخ، وما قبل المؤسسات، وما قبل القانون.
وكم تشهرون فضلكم ومنّكم علينا.
وكم تهدرون كرامتنا
وتشجعوننا على الانكسار والدروشة.
بشرى لنا
بشرى لنا
وقد التحقنا بالمطلقات
والأرامل
والمحتاجين
بشرى لنا
ونحن نقف في طابور طويل
ونملأ الاستمارات
وننتظر الدعم
والمساعدات الإنسانية
أمام باب نقابة تدعي الدفاع عنا
وعن مهنتنا
وعن كرامتنا وحقوقنا وحريتنا
بينما نراها تتحالف مع وزارة الاتصال
على تمريغ سمعتنا في التراب
وتحويلنا إلى جيش من الشحاذين
والمتوجعين
والمساكين.